DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فقد قدميه في انفجار لغم باليمن.. العم عبد الله: أصبر على الابتلاء وأثق في جهود "مسام"

فقد قدميه في انفجار لغم باليمن.. العم عبد الله: أصبر على الابتلاء وأثق في جهود "مسام"

وجهه المسكون بالحزن وعيناه المحمرتان وكأنهما لا تكفان عن ذرف الدموع ومحاولة الصبر وحبس العبرات، وصوته المختنق بقهر الظلم والتعب والعجز، وكلماته المتراوحة بين السخط على صنيع الألغام حينًا، والمتمسكة بالحمد أحيانًا كثيرة على ما ألم به، وحاله وهو مقعد مبتور القدمين لا يقوى على الحركة، مشهد مغرق في الحزن يفطر الفؤاد ويحبس الكلمات، ويكشف عن مقدار جبروت الألغام في اليمن ومقدار طغيانها وتعطشها للدم.

على هذه الحال، يتوجه العم عبد الله بعبارات مكلومة إلى مشروع "مسام" شاكيًا مصابه بسبب الألغام قائلًا: "كنت مارًا بجوار إحدى المستشفيات وقلبي مثخن بالحزن على فقد زوجتي وابنتي بسبب الألغام، أحاول أن أتمسك بالصبر وأحمد الله على ما حل بأسرتي من قهر وعدوان، وما راعني إلا وقد اهتزت الأرض من تحت قدميّ بسبب لغم غادر، فقدت رجلي اليمنى لحظتها وتأذت اليسرى جدًا بشظايا الألغام، واضطر الأطباء لاحقًا إلى بترها".

قسوة زارعي الألغام

يواصل العم عبد الله حديثه قائلًا: "لم نقترف أي ذنب حتى تصنع بنا كل هذا، تلك الألغام وزراعها الظالمون المعتدون على حدود الله، والفاقدون للرحمة والإنسانية، لقد آذونا أيما إيذاء، ودمروا حياتنا وأسرنا وحتى مواشينا وبيوتنا، وها نحن كما ترون على هذه الحال، فأنا لا أقدر على المشي البتة، وألازم مكاني حتى أجد من ينشلني لأمضي لتدبر أبسط أموري اليومية، لقد حطمونا وقهرونا وسرقوا راحة بالنا وأعاقوا حياتنا، ولا نقول إلا الحمد الله على كل حال".

عبارات القهر والغضب تخترق صدر هذا المسن المقعد، وعيناه تحكي الكثير عن مقدار الألم الذي عاشه، وجسده الواهن اليوم بفعل صنيع الألغام به والشيخوخة، يكشف مدى تجرد زراع الألغام في اليمن من الإنسانية، وخروجهم عن السليقة البشرية السليمة، وتوحشهم وتوغلهم في متاهات الظلم والشر والعدوان، ونقمتهم على الشعب اليمني البريء والمكتوي بطوفان الألغام الساحق.

العم عبد الله فقد قدميه بسبب لغم غادر في اليمن - اليوم

صبر جميل

رغم تكالب المظالم على عم عبد الله وقهر الإعاقة وعدوان الألغام عليه، يفترش الأرض محاطًا بأحفاده، يحتض هذا حينًا ويقبل ذاك أحيانًا، ويمرر يده على رأس تلك، وكأنه يستمد منهم القوة والرغبة في مواصلة الحياة، ويرسل إليهم ابتسامات صغيرة مستأنسًا بهم كأنهم شمعات وضّاءة في درب حزنه العميق والمظلم.

ولعل الجميل والملفت في حالة العم عبد الله، تميزه بلسان شاكر وقلب ذاكر لرب العالمين، وقناعته الراسخة أنه في امتحان دنيوي صعب للغاية، لكنه سيجنى ثمار صبره خيرًا عند بارئه، إذ يقول في حديثه إلى "مسام": "أحمد الله على هذه المحنة، وأشكره أن ابتلاني في أهلي وصحتي، وسأصبر لأني على يقين أن من يحبه الله يبتليه، وهذه المحن تحمل في باطنها رحمات لنا، الحمد الله على كل حال، وإن شاء الله الفرج قادم ما دام "مسام" يناضل من أجلنا، أسأل الله أن يبارك جهودهم وينصرهم، ويسعدنا بنصرهم على آفة الألغام".

جهود متواصلة لتطهير اليمن

يواصل مسام جهوده في نزع واتلاف الألغام في اليمن، إذ تمكنت الفرق الميدانية منذ انطلاقة المشروع وحتى الآن من نزع 402.258 لغمًا وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، عبارة عن: 248.842 ذخيرة غير منفجرة، و7806 عبوة ناسفة، و139.423 لغمًا مضادًا للدبابات، و6187 لغمًا مضادًا للأفراد، بإجمالي مساحة 47.011.090 مترًا مربعًا من الأراضي اليمنية التي كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة.

من جهة أخرى، أشاد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بجهود مشروع "مسام" الإنساني لنزع الألغام في اليمن، والتي زرعتها ميليشيات الحوثي بشكل عشوائي في المناطق التي سيطرت عليها.

تحرير اليمن من الألغام

أشار البيان الصادر عن المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته 156، التي عُقدت في مقر الأمانة العامة بالرياض، إلى دور المشروع الإنساني لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، إذ تمكن مشروع "مسام" منذ تدشينه في منتصف عام 2018، من نزع أكثر من 400 ألف لغم وذخيرة وعبوة ناسفة".

وأسهمت جهود مشروع "مسام" في تحرير عدة مناطق يمنية من سطوة الألغام وإعادة الحياة لطبيعتها للكثير من المرافق الحيوية في اليمن، في كسب ثقة الشارع اليمني، وتحصيل تعاون مثمر من قبل المدنيين مع هذا المشروع من خلال الإبلاغ عن أي جسم مشبوه أو حوادث، للجهات المعنية التي وضعها المشروع على أهبة الاستعداد للتعامل المهني والإنساني مع البلاغات العاجلة، ما أسهم في خفض عدد ضحايا الألغام، ونشر الوعي أكثر بمخاطرها، وإكساب الشارع اليمني ثقافة وقائية تجاه علب الموت المتفجرة.