يعد الفضول وحب التجارب من الدوافع الشائعة للوقوع في الآفة الأكثر انتشاراً مؤخراً بين أوساط الشباب، وهو مخدر «الشبو»، الذي يعتبر الأسرع فتكاً والأخطر على المجتمع؛ لارتباطه بأبشع الجرائم، ويُطلق عليه «شيطان المخدرات»؛ بسبب إدمان متعاطيه من أول جرعة!
إن مخدر الشبو أو ما يعرف بالكريستال أو الآيس هو عبارة عن مادة كيميائية تسمى «ميثامفيتامين»، وتأتي هذه المادة على شكل بلورات كريستالية كالجليد، صغيرة الحجم، ناصعة البياض، وليست لها رائحة. وتكمن خطورة الشبو في شدة تأثيره وسرعة إدمانه، إذ يفوق سرعة إدمان الكوكايين والحشيش؛ نظراً لأنه من المواد المخدرة المصنعة كيميائياً.
والجدير بالذكر، أن الإدمان على هذه المواد المخدرة كثيراً ما يحدث في حياة الشخص على عدة مراحل: أولها مرحلة الفضول والتجربة، وتعد هذه المرحلة هي فخ الوقوع في وحل الإدمان، فخلالها يقوم الشخص بتجربة المادة بدافع الفضول، ويتم ذلك أثناء تشجيع أصدقاء السوء، وإقناعه بأنها مجرد تجربة ليس إلا. ولهذه المرحلة سمات؛ كالشعور بالذنب والخوف، في حين تسودها النشوة المؤقتة، والاسترخاء، والانفصال عن الواقع. ثم تبدأ مرحلة التعاطي غير المنتظم (التعود)، تليها مرحلة التعاطي المنتظم، وأخيراً مرحلة الإدمان وهي بداية النهاية، ففي هذه المرحلة تسقط الأقنعة، ويستسلم المرء ويضعف أمام ضغوط الإدمان، ويتحول حينها إلى كيان عدواني هائج يدمّر بلا رحمة، دون وعي أو إدراك، وتنتهي هذه المرحلة على مفترق طرق الموت؛ إذا لم يخضع المتعاطي إلى العلاج والتقويم النفسي للتحرر من هذا الإدمان.
ومن هذا المنطلق، نشاهد اليوم قطاعات الدولة تبذل جهودا مشتركة ومكثفة تعمل كإطار موحّد لمحاربة هذه الآفة، التي تستهدف أهم ثروة في الوطن وهم شباب الغد، فلا بد أن نتكاتف جميعاً من أجل جيلٍ يبني ولا يهدم، وأن نقف بكل حزم في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن، إلى أن تنقشع هذه الغمة، ويقتص هذا البلاء من جذوره بإذن الله.