الكثير منّا ينطقها ولا يعمل ويشعر بها بالمعنى الحرفي، فهي من أعظم ما قيل في المواساة. جميعنا نواجه مصاعب نتوقع أننا لن نتعايش معها ولن يزول حزننا تجاه هذه المصائب، وعندما نقول لعلّها خيرة نقولها كأي كلمة اعتدنا عليها، لكن هل فعلا نتمعّـن بالتفكير بأن ما حصل هو الأخير لنا؟ الكثير لا يفعل ذلك. عندما نتمعّن في هاتين الكلمتين ستتغير نظرتنا لجميع متاعب الحياة ولكل ما يحدث بعكس ما نريده، وسنتلقى الأمر بصدر رحب، فبالمقابل سوف ينعكس ذلك على المزاج والنفسية، وحتى طريقة التفكير، سيشعر المرء بالنضج تجاه الحياة. ليس كل ما يريده المرء سيحدث لأن الخيرة في البديل الذي سيرضيه الله سبحانه وتعالى به، ولكن لن يعلم المرء بذلك حتى يأتي وقته وسيتذكر حزنه ويشكر ربه على ما اختاره له. يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «لو عرضت الأقدار على الإنسان لاختار القدر الذي اختاره الله له»، فمهما كنا نريد الشيء بشدة نحن بذاتنا لا نعلم بالخير أو الشر وراء ما نريده، فعندما نريد شيئا ما بشدة، ولا يوافق عليه أحد الوالدين، نقول لا بد من معرفتهم لشيء ما سيضرّنا نحن لا نعرفه، أو بانتظارنا شيء أنفع لنا مما كان سيحدث.. فلذلك يجب علينا توكيل حدوث جميع أمنياتنا وما نريد حدوثه لله سبحانه، فهو أعلم منّا بما يسرّنا.