في حياتنا اليومية أشخاص كثر يعانون البدانة المفرطة، وحتى مع رغبتهم القوية في تحسين حالتهم، فإن فقدان الوزن بالنسبة لهم قد يصبح أمرًا شبه مستحيل.
بالطبع يلقون باللوم أولًا على عزيمتهم وقدراتهم الشخصية، ولكن تبين أخيرًا أن الأمر له علاقة بإشارات الدماغ المرسلة إلى المعدة.. فكيف ذلك؟
صعوبة الحفاظ على خسارة الوزن
في تقرير نشره موقع "scitechdaily"، وجد الباحثون في جامعة "ييل" الأمريكية أن الأشخاص المصابين بالسمنة تتضائل لديهم استجابة الدماغ لتناول المغذيات.
أي أنهم يفتقدون القدرة على تسجيل وجود كمية الطعام في المعدة، ولا تتحسن هذه الحالة حتى بعد فقدان الوزن.
وذلك الأمر يفسر صعوبة الحفاظ على فقدان الوزن بالنسبة لبعض الأشخاص، ويؤكد الدور الرئيسي للدماغ البشري في السمنة.
صحة الشرقية تطلق حملة لمكافحة السمنة#اليوم pic.twitter.com/ctTv5aA1WR— صحيفة اليوم (@alyaum) March 14،2023
كيف يستجيب الدماغ للأكل؟
بعد أن يأكل الشخص، ترسل القناة الهضمية سلسلة من الإشارات إلى الدماغ، لإبلاغه بوجود الطعام في المعدة، وهي ظاهرة طبيعية يجد العلماء أنها مسؤولة عن تنظيم كمية الأكل.
ووجد الباحثون أن وجود الطعام في معدة الشخص العادي يعمل على إحداث تغيير في نشاط الدماغ، وبالتالي يتوقف عن الأكل عند مقدار محدد، لكن استجابة الدماغ إلى تلك الإشارات تقل بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.
وسيط لاستجابة إشارات الدماغ
أوضحت د. "ميريل سيرلي"، أستاذ طب الغدد الصماء المشاركة في الدراسة، أن هناك منطقة دماغية تسمى "straitum" تعمل كوسيط في الجوانب التحفيزية لتناول الطعام.
وهي تحديدًا التي يقل نشاطها تدريجيًا من الشخص النحيف إلى المصاب بالسمنة، وبالتالي يصعب الحفاظ على فقدان الوزن.
الدراسة ضرورية لتجنب المخاطر
تتسبب السمنة في وفاة نحو 4 ملايين شخص حول العالم، وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، ويرى الباحثون أن العمل على فهم العوامل البيولوجية المسؤولة عنها، أمر ضروري لتجنب مخاطرها، وكذلك التعرف على تأثيرها بشكل عالمي.
وبينما تُعد استجابة الجسم البشري لتناول الطعام عاملًا مهمًا لمعرفة تأثير استهلاك الغذاء، فإن الإشارات المتعلقة باستجابة الدماغ للطعام ما زالت تحتاج إلى مزيد من الدراسة.