على أحد وديان الطائف، يقع "سد داما" جنوب محافظة ميسان بمحاذاة بلاد ثقيف، حيث يسكن السد بين أحضان الجبال والأودية مخلفا مشهدا ساحرا وسط الطبيعة، فهو وجهة جذابة لعشاق ومحبي المغامرة والاستكشاف والترفيه.
واشتهر السد منذ القدم بكثرة البساتين والمزارع المحيطة به من كل الاتجاهات، نتيجة وفرة المياه وطبيعة تضاريس المنطقة، إذ جرى بناؤه بصخور عملاقة وكبيرة في أسفله، وتصغر تدريجيا في أعلاه، ما جعله محط أنظار السياح الذين يأتون لزيارته واستكشاف كل مقومات الطبيعية في المنطقة.
ويتوسط السد غابات المحافظة الخضراء التي تغلب عليها أشجار العرعر والعتم العتيقة، وشجيرات الضرم والنباتات البرية والعطرية، مشكلا وسط الجبال منظرا متناسقا يشق الأودية المحيطة به، ويحظى بمكانة كبيرة، نظرا إلى أهميته في حفظ مياه الأمطار للمزارع والممتلكات، ودعم الآبار التي تخص الإنسان قديما وحديثا.
طبيعة متنوعة
تخيم مقومات الطبيعية المتنوعة على مراكز محافظة ميسان جنوب الطائف، فهي بيئة جاذبة للسياح من مختلف الأماكن، خاصة السياح ممن يرغبون في اكتشاف السدود وما تحاط به من سحر الطبيعة، إذ تمتاز السدود بتنوع مغاير في أنظمة الري المائي والسقيا الفريدة من نوعها، متحدية ندرة المياه.
و"داما" اسم مأخوذ عن إحدى القرى في بني الحارث، وشيد بصخور محلية حمراء ضخمة بأياد سعودية، ويضم 4 جدران متعرجة، فيما يتمتع السد بتقنيات دعم التنمية الزراعية في حفظ المياه أوقات القحط، لتظهر قدرته في إدارة منظومة المياه وإمداداته التي تحظى بأهمية كبيرة في حياة الإنسان وممتلكاته من مزارعه وثروة الحيوانية.
قدرة هندسية فريدة
يتميز سد داما الأثري ببنائه المعماري الذي يظهر قدرة هندسية فريدة من نوعها، إذ يمثل السد امتدادا عمرانيا فريدا لحقب زمنية مختلفة وقديمة، وعليه الكثير من النقوش والآثار التي تحكي تاريخا عريقا لهذه المنطقة.
ويبلغ طول الشد 11.30 متر، وعرضه متران، وهو أحد السدود المعمارية المهمة منذ مئات السنين، فضلا عن تعدد مظاهره الحضارية والبيئية والثقافية المختلفة، ليشكل نظاما بيئيا فريدا يتميز بالتنوع والثراء الطبيعي، وخصوبة الأراض الغناء من حوله.
عبقرية الأجداد المعمارية
يعد سد "داما" الأثري امتدادا للهندسة العبقرية التي امتلكها الأجداد والآباء، من حيث ندرة التصاميم العرضية والطولية الوثيقة، فيما يعد أحد أهم الوجهات السياحية، ومزارا يتوافد إليه الزوار من داخل محافظة ميسان وخارجها.
وتضم مراكز محافظة ميسان 7 سدود في ميسان، و4 سدود في بني سعد، و3 سدود في بني مالك، ومنها سد شوقب والشطفة في بني مالك، وسد داماء وسد المناضح، وسد المريفق والعطاء، وسد وادي ضراء، وغيرها.
تشكل هذه السدود لوحات معمارية في قلب الأودية والجبال، جمعت في طياتها المناظر المتناسقة التي سكنت أرجاء المكان، وتعد واحدة من أجمل أنماط السياحة التي تكتنزها، لما لها من تأثيرات على استقطاب السياح، وما تتمتع به من بحيرات جميلة خلاقة تعطي صورا بانوراميه للطبيعية من زوايا مغايرة.