يقدم المؤلف وخبير المخطوطات إبراهيم عبد العزيز اليحيى، مجموعة من ورش العمل ضمن البرنامج الثقافي لجناح المملكة ضيف شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب ٢٠٢٣ والمستمر حتى الأربعاء القادم، وتتناول الورش مواضيع: القراءة الحرة، وفهرسة المخطوطات، وتحقيق المخطوطات.
وفي حديث خاص مع "اليوم" تحدث عن جهود المملكة في الحفاظ على المخطوطات، قائلا: جهود طيبة، فمنذ وقت طويل وهناك اهتمام وعناية ولكن كانت محدودة، ولكن هذه الجهود زادت مع الرؤية، فجاءت المتاحف وأصبح هناك اهتمام بالمخطوطات والنقوش والوثائق والمصكوكات، فأصبحت الرؤية فاتحة خير لنا أهل الاختصاص وأصبح الجميع يعمل كخلية النحل من اجل الاهتمام والحفاظ على التراث.
مزيد من العناية والتدريب
أوضح أن أوجه الاهتمام تأتي في الاهتمام بالعاملين في القطاع، وزيادة المتاحف، مما يلزم وضع قطع فيها، ويجعلنا نفتش عما لدينا من كنوز موجودة، وأضاف: نحن بحاجة أيضا لمزيد من العناية وتدريب الشباب والشابات في مجال فهرسة المخطوطات والوثائق، كما نحتاج فريق عمل من الجيل الحالي، فكل الموجودين من الجيل القديم.
وأكد اليحيى على ضرورة تحفيز فئة الشباب للدخول والعمل في القطاع، وذلك عن طريق تحفيزهم من أصحاب القرار في المكتبات عبر إقامة الدورات والمكافآت والمشاركات، كما أن الشخص لو كان جادا فمن الممكن أن يستفيد من المخطوطات والمصكوكات والوثائق بأن يكتب بحث ويشق طريقه في مجال العمل ليكون له بصمة فيه، كما أن المجال رحب للإنتاج.
الكنوز والمخطوطات في السعودية
وعن كنوز المملكة في مجال المخطوطات، ذكر اليحيى أن عدد المخطوطات في السعودية ما يقارب ١٠٠ ألف مخطوط، مشيرا إلى ان الكنوز كثيرة ومن الصعب حصرها فكل مكتبة تحمل كنوز عديدة، فمثلا مكتبة الملك فهد الوطنية فيها ٨ آلاف مخطوط، أي ما لا يقل عن ٥٠٠ مخطوطة من الكنوز.
وبين أن الكنوز أنواع فمنها ما يكون قديم، أو نفيس الوجود، أو مكتوب من علماء من أهل المنطقة، وبعضها تحمل زخرفة وتذهيب، وبعضها تصاوير ومنمنمات، فنوعية التميز تختلف من مخطوط لمخطوط، والمميزات كثيرة في مخطوطات المملكة العربية السعودية.
تعريف المخطوطات ومعاييرها
تحدث اليحيى حول إصداراته في مجال المخطوطات، وهي "فهرسة المخطوطات" الصادر عن مكتبة الملك عبدالعزيز بـ٥ أجزاء، وكتاب "فهرسة المخطوطات تجربة ورؤية"، وكتاب "المخطوطات في السعودية" سيصدر قريباً، وكتاب آخر حول المخطوطات أيضا لا يزال يبحث عن ناشر له.
وعرف اليحيى المخطوطات، قائلا: هي جمع مخطوط، والمخطوط هو ما كُتب باليد على شكل كتاب، ونقول "كتاب" حتى يخرج من التعريف الوثائق والنقوش والمصكوكات.
وأضاف أنها كل ما كانت قديمة زادت أهميتها، وارتفعت قيمتها، وأحيانا قد تكون متأخرة ولكن المالك أو المؤلف شخصية مهمة، إضافة إلى أن أسعارها تختلف فتبدأ من ٥٠٠ ريال سعودي، وتصل إلى ملايين، وتختلف الأسعار بحسب المعايير وهي الندرة والقدم والنفاسة والكمال والجمال وغيرها.
اهتمام واعتناء بالمجال
واختتم خبير المخطوطات حديثة، بقول "أتمنى من الشابات والشباب الاهتمام والاعتناء بهذا المجال، في الترميم والفهرسة والتحقيق مثلا حتى لو كانت تطوعاً، ونصيحتي للجميع العمل ثم العمل ثم العمل، فهذا القطاع يحمل كنوز وتفرد وتميز".