لطالما تحدثت وكتبت كثيراً عن قطاع الموانئ في المملكة العربية السعودية؛ وهو الاهتمام الذي يأتي من قناعتي الكاملة بأن هذا القطاع يعتبر الذراع الأكثر حيوية في تطوير منظومة الخدمات اللوجستية، وذلك جنباً إلى جنب مع بقية القطاعات المعنية... خصوصاً وأن رؤية 2030 هذه الرؤية الوطنية الطموحة تستهدف تنويع الاقتصاد وخلق فرص أكبر للاستثمار.
قبل أيام قليلة... أعلنت الهيئة العامة للموانئ «موانئ» عن تحقيق موانئها ارتفاعًا في أعداد حاويات المُناولة، خلال شهر مايو لعام 2023، بنسبة 18.8%، مقارنة بالشهر المماثل من عام 2022، الأمر الذي يؤكد الدور الحيوي الذي تقوم به «موانئ» في: تطوير الحركة التجارية، ورفع موثوقية سلاسل الإمداد، وإبراز دور المملكة وجهودها التنموية؛ في تسهيل إجراءات الاستيراد والتصدير، والخدمات اللوجستية.
ويعكس النمو الجديد... نجاح «موانئ» في تحقيق التميز التشغيلي بالموانئ السعودية، عبر زيادة معدل كفاءة الأداء، وتطوير قدرات وإمكانيات الموانئ، بما يتماشى مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية بترسيخ مكانة المملكة بصفتها مركزًا لوجستيًا عالميًا، ومحور التقاء ثلاث قارات.
وبلغة الأرقام أيضاً؛ شهدت أعداد الحــاويات الصادرة خلال شهر مايو 2023 زيادة نسبتها 28.18%، مقارنة بالشهر المماثل من العام السابق، كما ارتفعت أعداد الحاويات الواردة بنسبة 35.98% خلال الفترة ذاتها؛ فيما سجلت حاويات المسافنة زيادة جديدة أيضاً، مما يؤكد الجاهزية العالية للموانئ، وما تملكه من معدات لوجستية حديثة، تُعزز قدراتها التشغيلية لمناولة مختلف أنواع البضائع والحاويات.
وباستعراض معدلات النمو هذه؛ وما حققه قطاع الموانئ من نمو في الأشهر الماضية أيضاً... بات واضحاً جداً أن الموانئ السعودية أصبحت في عالمنا اليوم لاعبا مهما ومؤثرا رئيسا في انسيابية الحركة التجارية من جهة، وفي تحفيز الصادرات السعودية، والواردات من الدول الأخرى، من جهة أخرى؛ الأمر الذي يعني مزيداً من المساهمة الإيجابية في الناتج المحلي.
ومن المهم التأكيد على أن «موانئ» تعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للحاويات، التي تتم مناولتها بالموانئ السعودية، بما يعزز موقعها في المؤشرات الدولية، ويضعها على خريطة التجارة العالمية، بالإضافة إلى ترسيخ الحضور الإقليمي، وزيادة عدد خدمات الشحن الملاحية برفع مؤشر أداء الخدمات اللوجستي.
هذه الخطوات المهمة التي بدأتها «موانئ»، ترفع سقف الطموحات وتمنح الشركات والمستثمرين وقطاع الأعمال خدمةً أفضل وانسيابية أكبر، يأتي ذلك وسط تطلعات كبيرة جداً بأن يحقق قطاع النقل والخدمات اللوجستية قفزات كبيرة، على صعيد المساهمة في الناتج المحلي؛ والاستثمار الأمثل لموقع المملكة الجغرافي المميز والذي يربط القارات الثلاث.