أدخلت لجان التحكيم بمهرجان "جادة الإبل" بتبوك لأول مرة علم الخوارزميات الرياضي في حساب وتقييم أشواط "الجمل"، وتتويج الأكثر تصدراً في المواجهات المباشرة.
وتقوم الآلية الجديدة التي اعتمدتها إدارة المهرجان في المسابقة على المقابلات المباشرة بين فرديات كل منقية، حيث يقوم مالك الإبل بترقيم كل فردية بأرقام تسلسلية تعتمد على مكامن جمال الناقة، وتكون بشكل تنازلي قبل دخولها على لجان التحكيم، لتقوم لجنة التحكيم بعمل مواجهات مباشرة بين فرديات كل منقية حسب ترتيب ترقيمها من قبل ملاكها، وبعد ذلك تبدأ لجنة التحكيم بتقييمها حسب مكامن جمالها بنسب مئوية بين الفرديات في كل جولة وتتويج المنقية الأكثر تصدراً لفردياتها في جولات الشوط.
وعكست آلية التحكيم الجديدة حرص إدارة نادي الإبل على تطوير جميع الإجراءات المتعلقة بمسابقات الإبل عبر إدخال التقنيات الحديثة والعلوم الرياضية؛ بهدف تشجيع محبي هذه المنافسات على متابعة مراحل التحكيم عن كثب بكل شفافية، حيث أحدثت هذه الآلية حضوراً جماهيرياً كبيراً تابع بكل حماس جميع الجولات المباشرة حتى إعلان النتيجة النهائية.
"فزعة حوير".. عمل مسرحي يحاكي وفاء الإبل
حاكى العمل المسرحي "فزعة حوير" إحدى فعاليات مهرجان "جادة الإبل" في تبوك زواره من الأطفال بطريقة بسيطة عرّفتهم بموروث الإبل في حياة أجدادنا، عبر سرد قصة تروي حكاية طفل صغير كان متعلقاً بالإبل، حيث خرج في نزهة مع أسرته إلى الصحراء ليضل طريقه، ويبقى جالساً في أحد الكهوف؛ خوفاً من الذئاب التي أحاطت به، لتفزع له ناقته "حوير" وتنقذه وتعيده إلى أسرته سالماً.
وتقول المشرفة على المسرحية الأستاذة سارة الشميمري: تهدف المسرحية إلى دعم الانتماء للوطن لدى الطفل من خلال التراث الشعبي وتعزيز حب الإبل وتعريفهم بها وما كانت تعنيه لدى الأجداد قديماً، بالإضافة إلى إضفاء جو من المتعة للزائرين من الأطفال لأرض المهرجان.
وتابعت: يتم العرض على فترتين ومدة كل عرض 40 دقيقة، وتستوعب كل فترة قرابة 200 طفل، كما تتضمن المسرحية بعض الفقرات الغنائية التي تُعرّف بالإبل بطريقة ترسخ في ذهن الأطفال.
وأشارت إلى أن عدد عناصر المشاركة في تمثيل المسرحية 15 شخصاً.
المهرجان يدعم المواهب الغنائية الشابة
يدعم مهرجان "جادة الإبل" في تبوك، بما يحمله من مضامين ومبادرات، المواهب الشابة من أبناء المنطقة في مختلف المجالات الفنية والاقتصادية والاجتماعية؛ انطلاقاً من المسؤولية التي حملها تجاه أبناء الوطن.
وتحظى المواهب الفنية الشبابية بدعم من إدارة النادي التي خصَّصت عدداً من جلسات الطرب التي سوف يُحييها فنانو المنطقة؛ بهدف دعم وصقل الجيل الجديد من المواهب، وتزويدهم بالخبرات الفنية كمواجهة الجمهور والوقوف على خشبة المسرح، الأمر الذي يساعدهم على المنافسة والنجاح وتطوير هذه المواهب إلى محترفين يمثلون المملكة داخلياً وخارجياً.
وأحيا الفنان عزوز الماجد جلسة طربية حظيت بحضور كبير من الزوار الذين تفاعلوا معه بالتصفيق والغناء، حيث قدَّم مجموعة كبيرة من أغانيه الطربية الممتعة.
وعبّر الفنان عزوز الماجد عن شكره لإدارة مهرجان "جادة تبوك" ولنادي الإبل على إقامة مثل هذه الفعاليات الداعمة لشباب الوطن، في أجواء تاريخية وتراثية مزجت الماضي بالحاضر، والهادفة إلى تعزيز الموروث الشعبي والثقافي لدى أبناء المملكة.
وشهد مسرح "جادة تبوك" حضوراً متميزاً استمتع خلالها الحضور في ليلة طربية ممتعة وسط أجواء تاريخية ومنظومة متكاملة من الخدمات حرصت إدارة المهرجان على توفيرها؛ بهدف إدخال المتعة والسرور.
ويواصل مهرجان "جادة تبوك" فعالياته المتنوعة بمجموعة من الأنشطة المختلفة التي تناسب مختلف شرائح المجتمع.
وجهة لمحبي التحدي والمنافسة
شكّل مهرجان "جادة الإبل" في تبوك وجهة لأهل الإبل ولعشاق التحدي والمنافسة وللمهتمين بسلالات الإبل النادرة وبالموروث الثقافي الشعبي، حيث شهد المهرجان توافداً كبيراً من قبل الجمهور خلال الأيام الثلاثة الماضية من داخل منطقة تبوك ومناطق المملكة، بالإضافة إلى الذين حضروا لأرض المهرجان؛ لمشاهدة منافسات مزايين الإبل، وسط توقعات كبيرة بزيادة العدد، وخصوصاً مع احتدام المنافسات في مختلف الفئات.
ووصف عدد من الزوار المهرجان بالمميز؛ لما يحتويه من تنوع في الفعاليات والبرامج والمسابقات المستحدثة، الأمر الذي أذهل عشاق الإبل والملاك، ونقل المهرجان إلى مصافّ التراث.
ويقول الزائر نواف العنزي: لقد أضفى المهرجان على منافسات الإبل كثيراً من النظامية والاحترافية، وأصبح مرجعاً شاملاً لعشاق وملاك الإبل، الذين وجدوا كل ما يبحثون عنه في مكان واحد، وخصوصاً أبناء منطقة تبوك والمدن المجاورة لها.
وأضاف: إن ما يشهده المهرجان من تنظيم كبير، بالإضافة إلى استحداثه أشواط الحيران أدى الى استقطاب شريحة كبيرة من محبي هذه الفئة من الإبل.
ويقول الزائر سلمان العطية: يجد محبو الإبل وعشاقها في هذا المهرجان كل ما يبحثون عنه سواء الملاك أو المستثمرون؛ لكونه يشكّل منصة تجمع أهل الإبل من مختلف مناطق المملكة من شرقها إلى غربها.
وأضاف: يُعتبر مهرجان "جادة تبوك" فرصة كبيرة لمحبي هذا الموروث؛ للتمتع بما يحتويه من أنشطة وفعاليات متنوعة تحكي قصص الأجداد، وتُشبع رغبة عشاقها وعشاق التحدي والمنافسات التي تشتعل بالهتافات التي يعرفها ملاك الإبل.
وختم حديثه متوجهاً بالشكر لجميع القائمين على نجاح هذه التظاهرة التراثية التي لبَّت شغف محبي الإبل.