في الأسبوع الماضي تصدَّى المجتمع لغيمة غبار، أثارها أحد الحمقى الجهلة التافهين، حينما تطاول على الراحل الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) القامة التاريخية الأدبية المبدعة المهيبة، وأحد أبرز وأنجح وأنقى الوزراء في التاريخ البشري، وليس التاريخ السعودي وحده.
لماذا تفوَّه هذا الجويهل الأحمق بالسوء؟ ببساطة لأنه «تافه»!، بل ومن رؤوس التافهين الذين يشار إليهم بالبنان السبابة.
وكي نعرف سبب غضب المجتمع، فإن أعظم أمجاد هذا المتطاول المأفون أنه يجيد «الهز» بصحبة الراقصات، ولا يجارى بهذا الضرب من الفن وليس له منافس. وهو «مركب» من تفاهة وحمق وجهل وسوء أدب. وليس أثقل على النفس من هذا المزيج الشديد الميوعة.
من آيات الله، أنه خلق الناس أنواعًا وأشكالًا وأصنافًا و«موديلات»، ثم يتحايزون، كل صنف وكل نوع وكل موديل ينحاز إلى مثيله، حتى تتشكل ظواهر من كل نوع.
قال مبدع الصحراء الشهير طرفة بن العبد (قبل 15 قرنًا):
عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه
فكُلُّ قَرينٍ بالمُقَارِنِ يَقْتَدي
ومن حكمة الله، وكي يعلمنا دروسًا ومواعظ، أن جعل للتافهين الرويبضات نصيبًا من كل زمان، يتشكلون ويمدون المجتمعات بالضحالة والسطحية، والمغوص الفكرية وطرفًا من التفكه أحيانًا.
في هذه الأيام يستمر التافهون في التناسل. وتترع سيول التفاهة في كل وادٍ.
وفي عصرنا أوتي التافهون كل وسائل التمكن، ليعيثوا سفاهة في كل فج عميق.
ليس مطلوبًا من التافه إلا أن يحوز هاتفًا جوالًا، ليبدأ عروضه وسطحياته وغيومه النفاثة.
والتافهون في عصر حاسوبيات الديجيتال، لا يعانون مثل التافهين في العصور السالفة؛ إذ التافه الحداثي، يرى التفاهة من أجل النعم المباركة.
ومن الحكمة أيضًا أن جعل الله شهرة التافه بيدي منتقديه، الذين من غيظهم لا يتحمَّلون ضحالته، فـ«يطقطقون» عليه (كما في لغة المقاهي)، وهذا بلغة الحاسوبيات، التي لا تفرق بين صالح وطالح، تصنف «تفاعل مع المحتوى»، فيزيد عدد متابعي التافه، وينال هبرًا من أموال سحابيات الدارات الإلكترونية العالمية، ويثرى.
وتر:مهابة كالطيف المتجلي..
وصفو السماوات..
تجوب النوارس ضفاف الماء..