قال الرئيس الذهبي سيلفيو برلسكوني الذي غادر الحياة عن عمر يناهز الـ 86 عندما أمتلك نادي ميلان الإيطالي في عام 1986 مقولته الشهيرة: "سوف أجعل العالم يعرف أيطاليا بأنها بلد المافيا والبيتزا وفريقها الشهير ميلان!".. وصدق قولاً وفعلاً فيما قاله برلسكوني الرئيس الذي ترأس نادي ميلان لفترة ثلاثة عقود، وحقق خلال هذه الفترة الكثير من الإنجازات الكبرى على المستوى المحلي والقاري والعالمي.
جلب برلسكوني لميلان الثلاثي الهولندي التاريخي (رود خوليت وفرانك رايكارد وماركو ڤان باستن) وتعاقد مع المدرب أريغو ساكي الذي صنع ثورة فنية في تكتيك كرة القدم ، وكانت هذه الضربة التعاقدية الكبيرة هي أبرز الضربات التي أراد برلسكوني من خلالها تغيير شكل ميلان والبداية بتأسيس مشروع رياضي مختلف يجتاح العالم الرياضي أجمع ونجح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
نجح الرجل الذي بدأ حياته في بيع المكانس الكهربائية إلى التخرج من كلية الحقوق في ميلانو إلى تأسيس شركة محلية لتجهيزات القنوات التلفزيونية، تحولت فيما بعد إلى أكبر إمبراطورية إعلامية في إيطاليا، والتي باتت تعرف باسم (ميدياست) في تحقيق جميع أهدافه، وكان رئيس الوزراء الإيطالي السابق يطمح إلى تأسيس قوة ناعمة له، وأستهدف من خلالها القطاع الرياضي بكل قوة من خلال سيطرته على ميلان وجعل النادي الإيطالي الكبير العلامة الأبرز في تاريخ ايطاليا واوروبا في فترته الذهبية مع الروسونيري.
ليس محبي ميلان فقط من يتذكرون برلسكوني، بل ايضاً كل ايطاليا بشكل خاص واوروبا بشكل عام تتذكر هذا الرجل الذي كان طيلة حياته مثيرًا للجدل بفضل تصرفاته وتصريحاته وأفكاره التي تفاجئ الجميع ومن ثم تصدمهم بالنجاحات.
يقول القائد التاريخي لميلان باولو مالديني عند سؤاله من أحد الصحفيين عن برلسكوني: "سيلفيو في بداية الموسم الكروي في عام 1994 أخبرنا أن لديه ثلاثة أهداف وهي : الفوز بالدوري الإيطالي والفوز بدوري ابطال اوروبا وعليه أن يصبح رئيسًا للوزراء في ايطاليا، وأخبرنا أننا في ميلان إذا فزنا بدوري الابطال سوف تكون لديه فرصة أفضل ليصبح رئيسًا للوراء".
كيف سارت الأمور؟
لقد فزنا فيما يريد وأصبح رئيسًا للوزراء.!
في الختام.. يقول الراحل برلسكوني:
بعت ميلان لانني أريد أن أراه بخير، إنه في مكانة أحد أبنائي.
وقال ايضاً:
كل الأشياء التي تعاملت معها بذيئة؛ لكن تعاملي مع ميلان كان مقدسا.
بالتأكيد أن رحيل برلسكوني هو رحيل لأبرز رجالات كرة القدم عبر التاريخ والذي ساهموا في تغييرها وارتقائها.
