في مقابلته المثيرة للجدل خلال موسم رمضان الماضي في برنامج «الليوان» للمديفر، احتج المذيع داود الشريان على الطريقة التي انتهى بها مشواره في العمل الحكومي، كرئيس لهيئة الإذاعة والتليفزيون دون تقدير يليق بمكانته، قائلا: «أنا صحافي مهم في البلد!».
أعجبني اختيار الشريان الاعتزاز بكونه صحافيًا محترفًا أكثر من الاعتزاز بالمناصب المرموقة الكثيرة التي تقلدها، في زمن تراجعت فيه مؤسسات صاحبة الجلالة، وباتت مهنة «صحافي» لا تطعم خبزاً فضلًا عن أن تصنع نجومية لحامل لوائها، بما يعكس إيمانه بالمهنة وبقيمتها وفائدتها لأي مجتمع. هو ذات الإيمان الطاغي في زاويته «أضعف الإيمان» في الصفحة الثالثة في صحيفة «الحياة» الدولية، حين قرأتها لأول مرة نهاية التسعينيات الميلادية في البقالة المجاورة لقريتي في الباحة، وأنا عائد من المدرسة. لغته الرشيقة ونقده الموضوعي، جعلاني في بحث دائم عن الصحيفة وعن زاويته، وحين التقيت به في جامعة أم القرى عام 2003، وهو يسوق مشروع مدرسة «الحياة» للصحافة لطلاب الجامعة، ازدادت قناعتي بأن الصحافة مهنة صادقة ونبيلة.
لم التقِ بداود بعدها لكنني مدين له حتى اليوم، بالإعجاب الأول للصحافة والكتابة و«الحياة». وإن اختلف البعض على أسلوبه في طرح القضايا، إلا أنني فرحت كثيراً لعودة برنامجه «الثانية مع داود» على إذاعة إم بي سي إف إم، التي تعني عودة جديدة لصحافي سعودي مهم، وإضافة جديدة للإعلام السعودي، وصوت صحافي يساهم إيجاباً في مسيرة البناء للبلد.