ممارسة الرياضة أمر حيوي لضمان تدفق الدم بشكل جيد، لكنها قد تشكل خطرًا على الأشخاص الذين يعانون انسداد الشرايين، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة "Physics of Fluids" الطبية.
تعتبر ممارسة الرياضة جزءًا مهمًا من الحفاظ على صحتك، حتى لو كانت بسيطة مثل المشي، فهي من أهم التوصيات التي تقدمها الهيئات الصحية لتقليل مخاطر الإصابة بمشكلات مختلفة، جنبًا إلى جنب مع تغييرات نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي والإقلاع عن التدخين.
وهناك بعض الحالات التي يمكن أن تكون فيها ممارسة الرياضة ضارة بالفعل بصحتك، إذ كشف بحث جديد أنه يمكن أن يؤدي إلى سكتة دماغية بين الأشخاص الذين يعانون انسداد الشرايين.
معدل ضربات القلب
وجد فريق من المعهد الهندي للتكنولوجيا أن زيادة معدل ضربات القلب يمكن أن تؤدي إلى حدوث سكتة دماغية لدى المرضى الذين يعانون انسدادًا شديدًا في الشرايين السباتية، وهي الشرايين التي تمد الدماغ بالدم.
ومع ذلك، بالنسبة للمرضى الأصحاء وأولئك الذين يعانون انسدادًا طفيفًا في الشرايين، فإن التمارين الرياضية لا تزال مفيدة للحفاظ على تدفق الدم بشكل صحي، على حد قولهم، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل".
توفّر الشرايين السباتية تدفّق الدم إلى أنسجة الوجه والدماغ وتقع على جانبي الرقبة، وعندما تبني الدهون والكوليسترول والجزيئات الأخرى الجدران الداخلية للشريان السباتي، فإنها تشكل لوحة تضييق الشريان.
ويزيد معدل ضربات القلب المرتفع قوة السحب التي يمارسها الدم على جدار الوعاء الدموي، مما يقلل من خطر الإصابة بالتضيق، ولكن بالنسبة للمرضى الذين يعانون بالفعل تضيقًا فلا يكون مفيدًا.
تعتبر السكتة الدماغية الإقفارية التي تسبّبها جلطة دموية تمنع تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، أكثر الأنواع شيوعًا#اليوم
التفاصيل | https://t.co/4c9QUQDgEV pic.twitter.com/MG6tDuZ72B— صحيفة اليوم (@alyaum) January 20, 2023
الشرايين السباتية
كجزء من الدراسة، استخدم الفريق نمذجة حاسوبية لمحاكاة تدفق الدم في الشرايين السباتية في ثلاث مراحل من التضيق، وكانت هذه المراحل: دون انسداد ، مع انسداد خفيف بنسبة 30%، وانسداد معتدل بنسبة 50%.
وقارن الباحثون تأثير معدل ضربات القلب الناجم عن التمرين، 140 نبضة في الدقيقة، ومعدل ضربات القلب في أثناء الراحة من 67 و 100 نبضة في الدقيقة.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور سومناث روي: "تظهر التمارين المكثفة آثارًا سلبية على المرضى الذين يعانون تضيقًا متوسطًا أو أعلى في الشريان، مما يزيد بشكل كبير من إجهاد القص في منطقة التضيق، وهذه اللويحة الممزقة قد تتدفق بعد ذلك إلى الدماغ وإمداداته الدموية، مسببة سكتة دماغية".
السكتات الدماغية
ويسهم عديد من العوامل في حدوث التضيق وخطر السكتة الدماغية، بما في ذلك العمر ونمط الحياة والوراثة، لكن الأطباء يوصون بفحص صحة الشرايين بانتظام للأشخاص الذين يقومون بتمارين مكثفة.
أوصى الفريق باتباع نظام تمارين محدد بعناية للأشخاص الذين يعانون تضيقًا متوسطًا إلى شديد في الشرايين أو لديهم تاريخ من السكتات الدماغية.
