بما لا يقبل الشك ولا التفنيد والتأويل أن المصطلحات المغلوطة قد تبدو سهلة وجذابة للاستخدام، خاصة في الأوساط الإعلامية والسياسية، حيث يتم التعميم المتكرر لمصطلحات تؤسس لفهم خاطئ وقناعات مخادعة، تصنع تأثيرا مجتمعيا متزايدا، يؤدي إلى عواقب وخيمة ومدمرة....!
في التاريخ الحديث نجد العديد من الأمثلة على استخدام وتعميم المصطلحات المغلوطة، والتي أدت إلى تفاقم الصراعات والحروب وتدمير المجتمعات، تعميم مصطلح (الإرهاب) مثلا على العديد من الأفراد والجماعات أفرز منظومة دولية متشددة تقمع الحريات وتنتهج الاعتداء على حقوق الإنسان، فهناك خيط رفيع لكنه مهم جدا بين من يقاوم محتلا أو انقلابيا وبين صاحب فكر إرهابي إقصائي، لا يؤمن بالتعايش والتكامل، ويستخدم السلاح لقتل وترهيب المناهضين له...
وفي السياسة الغربية يتم تعميم مصطلح (الأعداء) على الدول والشعوب، مما يؤدي إلى زيادة التوتر والحروب وتدمير الاقتصادات والحياة الاجتماعية في المناطق المتأثرة بلغة التعميم، موضوع تصنيف الشعوب على أساس التعميم فيه ظلم مقصود وقولبة عدائية، فلا يوجد شعب يحمل نفس الصفات بشكل جمعي، هناك العديد من الأمثلة الأخرى على استخدام وتعميم المصطلحات المغلوطة، والتي أدت إلى أحداث مدمرة في العالم، مثل استخدام مصطلح (العنصرية) في التعامل مع الأقليات العرقية والدينية، مما أدى إلى تمييزهم سلبيا، وانتهاك حقوقهم في العديد من البلدان، ومن أبرز الأحداث التي حدثت في القرن الماضي، حرب البوسنة عام 1992، حيث تعرض المجتمع المسلم هناك للتمييز والاضطهاد والقتل، وذلك بسبب تعميم مصطلح الإرهاب عليهم، وكذلك استخدام مصطلح (الشيوعية) في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، صنع توترا دوليا عابرا للحدود وتصاعد الصراعات السياسية، ومن أبرز تلك الأحداث التي حدثت الحرب الفيتنامية، والتي شهدت تدخلات دولية كبيرة بسبب تعميم مصطلح الشيوعية على الشعب الفيتنامي..!
ومن هنا، يجب علينا التحذير من خطورة استخدام وتعميم المصطلحات المغلوطة، والعمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين الأفراد والشعوب، وتجنب إثارة النعرات والكراهية التي تؤدي إلى الصراعات والحروب.
• لمحة
التعميم المعادي نادرا ما يفشل، لكن مصطلح (البدو) عند الحديث عن المواطن الخليجي كان يراد منه الانتقاص والتعميم، فتحول إلى أكبر صورة للفخر الجماعي، مما انعكس إيجابيا على المجتمع المتعايش والمتصالح المتعاضد، حيث انقلب كيد المستهدفين عليهم.