في أثناء تقديم العرض المروري لطلاب المعهد الوطني للتدريب الصناعي (NITI) بمحافظة الأحساء، كان هناك تفاعل إيجابي، وعند إحدى الشرائح التي تخص السرعة، كان المثال عبارة عن قطع مسافة ١٠٠ كم بسرعة (١٢٠كم) سيقطعها بزمن قدره (٥٠) دقيقة، وكلما زادت السرعة قل الوقت وهذا أمر بديهي، على سبيل المثال. عند سرعة ١٤٠كم تقل المدة الزمنية عن الخمسين دقيقة بسبع دقائق - وبسرعة ١٦٠ أقل بـ١٢ دقيقة، وبسرعة ٢٠٠ يكون السائق قد وصل في نصف ساعة، وهذا يعني توفير ٢٠ دقيقة، وجهت السؤال التالي!، هل هذه العشرين دقيقة تسوى أن نغامر بحياتنا!؟ الكل ردوا قائلين لا عشرين دقيقة ولا حتى عشرين ساعة تسوى أن نضحي بحياتنا، واحد فقط قال نعم تسوى!!!
ومثل هذه الإجابات (المعاكسة) تشد الحضور، والمحاضر أعجبتني صراحته، لأنها ستخلق حوارا، وفي الحوار مع من يختلف معنا نطلع بعدة فوائد، منها احترام حرية الاختلاف وعدم إسكات من يخالفنا دون إقناع، ثانيا خلق حوار بناء عند سماع وجهة نظر مختلفة إلخ.. المهم طلبت منه أن يطلع على المسرح، ورحبت به، وبدأ النقاش على مبدأ يا يقنعنا أو نقنعه، كيف هذه الدقائق تسوى أو ما تسوى، وبحمد الله اقتنع أن الحياة غالية والتهور هلاك. واتضح أن هذا الشاب عليه مخالفات مرورية بقيمة ٦٠ ألف ريال!! نتيجة قطع مسافات طويلة، ولهذا تراكمت عليه مخالفات سرعة وغيرها، حتى وصلت إلى هذا المبلغ، يقول إنه على الرغم من كثرة المخالفات ضد التهور، وهذه الاعتراف يحسب له!..
السؤال الذي يبحث له عن جواب، لماذا لم يتم إيقاف هذا الشاب وكل مخالف، قبل أن تصل مخالفاتهم إلى هذه المبالغ الفلكية، والتي أصبح من المستحيل تسديدها، وهنا نجد أن المخالفين أمام خيارات كلها (مرة) إن تم إيقافهم عن القيادة وسحب رخصهم، كيف يتمكنون من الذهاب لأعمالهم أو مدارسهم أو جامعاتهم وغيره، لأنه ليس لديهم خيارات نقل متعددة، وترك كل مخالف يشاركنا الطريق بهذا السجل خطورة عليه وعلينا.
والحل يكمن في إيجاد حل لهذه الفئة من السائقين، على أن تبدأ الجهات المعنية بدراسة نوعية المخالفات ومواقعها وتواريخها وخطورة كل مخالف، ومن ثم البحث عن إمكانية توظيفهم بنظام جزئي، بحيث يتم سداد المخالفات من دخل هذه العمل الجزئي، مع مراجعة سلوك المخالف على أن يكون هناك نسبة لإسقاط المخالفات، وكلما زادت المدة مع سجل نظيف تزيد نسبة الإسقاط.
فكما نريد طرقا بمواصفات عالمية، ونركب سيارات مجهزة بأدوات السلامة، نريد أيضا من يشاركنا الطريق بسجلات نظيفة، لنشعر بالأمان على الطرق.. وسلامتكم.
Saleh_hunaitem@