للوهلة الأولى قد يعتقد الزائر لمعرض "رحلة الكتابة والخط: دروب الروح" الذي تنظمه وزارة الثقافة في مستشفى عرقة بالرياض؛ أن لوحة "صرير القلم" للفنان الكويتي جاسم معراج؛ عبارة عن تحفة معمارية لتزيين صالونات المنازل أو ردهات الفنادق، إلا أنه بإمعان النظر في تفاصيلها؛ سيكتشف الزائر أن خطوط العمل توحي لحرف "الهاء"، وتستشف من تعرجاتها نبرة لا يجيدها إلا القلم.
عمد الخطاط إلى محاولة إبراز صوت صرير القلم عندما يشارف الحبر على النفاذ منه، وهو كنداء استغاثة للحصول على استمداد من المحبرة، إذ يتضح في بداية الحرف قلة المداد فيها؛ فيما يزداد السواد عند النزول إلى أسفل الزاوية بعد التزود مرارًا وتكرارًا بالمداد من المحبرة.
العلاقة بين الحرف والطبيعة
العمل المعروض في قسم "النور" هو عبارة عن تنويعات لحرفِ الهاء؛ في خطوة لسبر أغوار العلاقة بين هذا الحرف وبين الطبيعة؛ لتصور الرابط بين العالمين المادي واللامرئي في فن الخط، كما يستنبط منه الصفات الصوتية من خلال التصميم الذي يحاكي شكل الأذن والانحناءات الموجودة في تجويفها.
يشار إلى أن معرض رحلة الكتابة والخط "دروب الروح" الذي يستمر حتى 2 سبتمبر المقبل؛ أحد الفعاليات الرئيسة التي تنفذها وزارة الثقافة للاحتفاء بالخط العربي، ويتضمن رحلة متكاملة تستعرض العلاقة التي تغمُر الخطّاطين والفنّانين والمصممين المعاصرين من خلال أربعة أقسام، هي: النور، والحرف، والمساحة، والشعر؛ تُمثل المفاهيم المُؤطِّرة للأعمال الفنية المعروضة التي شارك في تصميمها وتنفيذها 34 خطاطاً وخطاطة من 11 دولة.