يعتبر الحج من المواسم السنوية المهمة في الإسلام، إذ يتجمع المسلمون من جميع أنحاء العالم في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.
ويتراوح عدد الحجاج سنويًا بين الملايين من الناس، وهذا التجمع الضخم يؤدي إلى احتمالية انتشار الأمراض.
الأمراض المنتشرة خلال موسم الحج
من جهته قال د. عثمان الخيري، استشاري عام، أنه أثناء موسم الحج يمكن أن تظهر بعض الأمراض المشتركة والمرتبطة بالأحوال البيئية، والتجمع الكبير للحجاج من بين الأمراض الشائعة خلال موسم الحج والتي تنقسم إلى نوعين: الأمراض المعدية، وغير المعدية والأمراض المعدية تنقسم إلى ثلاث مجموعات: أمراض معدية تنفسية، ومعدية سحائية، ومعدية بالجهاز الهضمي.
وأضاف في تصريح لـ "اليوم" أن الأمراض التنفسية تنقسم إلى التهاب الجهاز التنفسي العلوي: وهي الأكثر شيوعًا، وينتشر بسبب التجمع الكبير للحجاج في المكان المقدس، وقد يتسبب في نزلات البرد والتهاب الحلق والتهاب الأنف والتهاب الجيوب الأنفية، الحساسية والربو: قد يزداد خطر تفاقم حالات الحساسية والربو بسبب العوامل البيئية المختلفة والتعرض لملوثات الهواء والغبار.
ومن مسببات المرض هي، فيروسات الإنفلونزا A.B، إنفلونزا الخنازير، CoviD19، الفيروس المخلوط التنفسي، الفيروس الأنفي، الفيروس المعدي، المكورات العقدية، المكورات السحائية، والالتهاب الرئوي، مبينًا أن من أهم أسباب الالتهاب الرئوي الفطريات: Legionella، Klebsiella ايضًا مرض السل يزداد معدل الإصابة به ٣ مرات من المعدل الطبيعي نظرًا لأن الحجاج يأتون من البلدان الموبوءة بالسل، ولكون أمراض الجهاز التنفسي الأكثر شيوعًا.
التدابير الوقائية ضد الأمراض
وشدد قائلًا: يجب اتخاذ التدابير الوقائية مثل ممارسة التباعد الليل اجتماعي، والحرص على نظافة اليدين، وتجنب ملامسة الآخرين، وغسيل الفم والحلق بالماء والملح، بجانب استخدام الكمامة طوال الوقت، وأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية ولقاح فيروس كورونا.
وذكر أنه حدث انتشارين كبيرين في عامي 2000 وعام2001 لمرض المكورات السحائية في موسم الحج، وهو عبارة عن عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا من نوع Streptococcus pneumoniae. يمكن أن يصيب المكورات السحائية الجهاز التنفسي والدم والجهاز العصبي وغيرها من الأعضاء في الجسم.
وقال إنه يعتبر مرض خطير مسبب للوفاء ومرتفع التكاليف الطبية والتدابير الوقائية للسيطرة على انتقال المرض من شخص إلى آخر عن طريق جرعة واحدة من دواء السامر فلوكس ياسين 500 ملي جرام لجميع الحجاج عند عودتهم إلى أوطانهم، إضافة إلى الكوليرا وإسهال المسافر الذي يعتبر من الأمراض المنتشرة بين الحجاج بجانب التهاب المعدة والأمعاء المعروف بالتسمم الغذائي ومن أشهر أسبابه واحد السلمونيلا Ecoli الفايروسات آشبيها بال نوروورك فيروس، الحما المالطية، التهاب الكبد الوبائي من النوع A&E فيروس الإيبولا، الحكي الصفراء.
وتابع أن الأمراض غير المعدية التي تصيب الحجيج هي بالأساس الأمراض المزمنة الموجودة مسبقًا لدى الحجاج مثل أمراض القلب والأوعية الدموية الأكثر شيوعًا للوفاء خصوصًا لدى كبار السن المصابين بأمراض مزمنة.
أمراض القلب
وذكر أن أمراض القلب تعتبر من أهم أسباب للوفاة، والإصابات مثل الصدمات، السقوط، الانزلاق، التدافع، حوادث السير وذلك بسبب الحركة الجماعية في وقت قصير، كما يمكن اعتبار الحرائق سببًا لحدوث إصابات العمليات الجراحية.
ولفت إلى أن ضربات الشمس أو ما يعرف بالإجهاد الحراري هو أحد الشكاوى الرئيسية لدى الحجاج، وعادة تحدث هذه المشكلة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والتعرض لأشعة الشمس والحرارة المنبثقة نتيجة للحشد الكبير من الناس والمركبات.
وأشار إلى ضرورة منع التعرض المفرط للشمس باستخدام المظلات البحث عن الظل ووضع كريمات الواقية من الشمس، وشرب كمية كافية من السوائل، إذ تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا للرعاية الصحية للحجاج بتوفير مستشفيات ومراكز صحية مجهزة بأحدث التقنيات، والكوادر الطبية المتخصصة، وذلك لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للحجاج بيت الله الحرام.
