أكد مختصون أن مرض البهاق يُعد اضطرابًا مناعيًا يتم فيه تدمير بعض أو كل الخلايا الصبغية في الجلد المصاب، وهو مرض غير معدي، وغير مؤلم ولكن له عواقب نفسية على المصاب.
وأوضحوا في حديثهم لـ"اليوم" بمناسبة اليوم العالمي للبهاق الموافق 25 يونيو أن البهاق لا يحدث بسب صدمة نفسية أو الخوف وليس نوعًا من أنواع السرطان ولا يؤدي إلى السرطان.
تعريف البهاق
قالت استشاري الأمراض الجلدية والليزر عضو هيئة التدريس بكلية الطب في جامعة الملك فيصل هبة يوسف العجيل إن البهاق مرض جلدي يتسبب بظهور بقع بيضاء اللون على الجلد مما يفقد الجلد لونه الطبيعي وقد يصيب الشعرة ويكسبها لون أبيض ومن الممكن أن يصيب الأغشية المخاطية (الفم، الأنف) والأعضاء التناسلية وقد يصاحب البعض ظهور شعر أبيض سواء على شعر الجلد، فروة الرأس، الحاجبين، الرموش أو على اللحية.
وأضافت أن البهاق يؤثر بجميع أنواع البشرة ويزداد وضوحا في أصحاب البشرة الداكنة، ويصيب البهاق أي عمر من الولادة إلى الشيخوخة وعادة ما يزيد حجم هذه البقع فاقدة اللون مع مرور الوقت.
وتابعت العجيل: يحدث البهاق بسب توقف الخلايا الصبغية التي تنتج الميلانين، لأن الميلانين في العادة يحدد لون الشعر والجلد، ما يتسبب بظهور البقع البيضاء في أماكن متفرقة بالجسم، ولا يزال السبب غير معلوم وقد يرجع السبب لوجود مشكلة نشاط في الجهاز المناعي الذاتي بالجلد وليس بالدم.
هل يمكن التنبؤ بالبهاق؟
أشارت إلى أنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل المرض ما إذا كان البهاق يظل محصورا في المنطقة المصابة أو قابليته للانتشار، وهنالك الكثير من المعلومات المغلوطة حول أسباب المرض فالبهاق لا يعتبر مرض معدي ولا يورث كما أن لا علاقة بنقص الفيتامينات أو تناول السمك أو شرب اللبن بالتسبب به.
ولفتت إلى أن البهاق لا يحدث بسبب صدمة نفسية أو الخوف، وأخيرا ننبه أن البهاق ليس نوعًا من أنواع السرطان ولا يؤدي إلى السرطان.
كما أشارت العجيل إلى أنه لا توجد أي وسيلة لمنع انتشار البهاق، وتوفرت العديد من العلاجات الطبية المرخصة بحيث يتم صرف العلاج على حسب نوع البهاق إذ تتوفر العلاجات منها علاج موضعي، وعلاج ضوئي، وعلاج فموي، وفي بعض الحلات علاج جراحي، وعلاج البهاق قد يعيد للمصاب لون جلده الطبيعي، ولكنه لا يمنع استمرار فقدان الجلد للون أو تكرار الإصابة به مستقبلا.
عدد المصابين بالبهاق في السعودية
قالت استشارية أمراض جلدية د. ناديه براك المنديل: يبلغ عدد المصابين في السعودية حوالي ٣٪.
وأضافت أن أعراضه عبارة عن بقع بيضاء عادة ما تكون على شكل دائري أو بيضاوي أو خطي، ويعتمد اختيار العلاج على عمر المصاب، ومدى إصابة الجلد ومكان الإصابة، ومدى سرعة تقدم المرض، ومن العلاجات المعروفة منها كريمات الكورتيزون، وكريمات معدلات المناعة، والأشعة الضوئية أو الليزر، وحاليًا تحت الدراسة الأدوية البيولوجية التي قد تستخدم مستقبلًا أما عن طريق الفم أو كريمات موضعية.
وقالت استشارية طب الأمراض الجلدية والليزر د.عبير الغويري: البهاق مرض بطبيعة مزمنة يظهر على شكل بقع فاقدة للون مقارنة بلون الجلد الأصلي وسببه هو نقص مادة الميلانين وهي المادة التي تضفي اللون للبشرة، وقد يكون على شكل بقع في أي منطقة في الجسم مثل الوجه واليدين أو حتى الشعر، والبهاق يصيب جميع العرقيات البشرية لكنه أوضح في أصحاب البشرات الغامقة أو الشرق أوسطية هو غير معدي ولا يشكل خطورة على حياة الإنسان.
وأشارت الغويري إلى أن مريض البهاق يتضايق من نظرات التطفل، لافتة إلى أنه يجب استيعاب أن مرضى البهاق يتمايزون بينهم باستجابتهم للعلاجات المتاحة ويختلفون في كمية المنطقة المصابة.
الخيارات العلاجية للبهاق
قالت استشارية الجلدية، الأستاذ المساعد في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د.ندى الغامدي: يُعتقد أن البهاق ينتج عن تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية وقد يصاحب بعض الأمراض المناعية، ويظهر البهاق على شكل بقع بيضاء على الجلد بسبب فقدان خلايا الميلانين المسؤولة عن لون الجلد، والبهاق ليس مرضًا خطيرًا بحد ذاته، ولكنه قد يؤثر على الشخص نفسيًا واجتماعيًا، ويمكن أن يصيب البهاق أي فئة عمرية، ولكن قد يبدأ ظهور الأعراض في سن مبكرة، مثل العشرينات والثلاثينات.
وأشارت الغامدي إلى أنه يوجد العديد من الخيارات العلاجية المتاحة للتحسين من مظهر الجلد المصاب واستعادة لون الجلد، والاستجابة تعتمد على مستوى البهاق، ومكان الإصابة ومدى انتشاره، والأفضل استشارة طبيب الأمراض الجلدية لتحديد أفضل خيارات العلاج بناءً على احتياجات الفرد والتطورات الطبية.
