يأتي موسم حج هذا العام والعالم يموج بكثير من المآسي والحروب والتضخم المستشري في اقتصاد العالم وغير ذلك من الأحداث، وفي ظل تلك الظروف والأحداث تعمل المملكة العربية السعودية على بذل جميع الجهود، كي يقوم الحجاج بتأدية الركن الخامس من الإسلام بكل يُسر وسهولة، وفي جو يملؤه الأمن والأمان.
وتقوم المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله ورعاهما- بإضافة كل ما هو جديد من الخدمات، سواء في الجوانب التقنية أو الخدمات الطبية والدفاع المدني، لتسهيل وتيسير أداء المناسك، وأيضًا تسريع إنجاز الخدمات بكل وسيلة لها دور في إنجاح خطة الحج.
وفي حج كل عام يتم تسخير جميع الخدمات لخدمة ضيوف الرحمن، سواء الآلاف من الأطقم الطبية أو معدات الدفاع المدني التي تعتبر من الأفضل على مستوى العالم، أو أي خدمات أخرى من شأنها تيسير الأمور.
وفي حج هذا العام برزت تحديات على الساحة الدولية، عملت وتعمل المملكة بإداراتها الحكومية على وضع خطط لمجابهتها..
إذ قامت المملكة بوضع أفضل الخطط والمراقبة الدقيقة لكل ما له علاقة بالصحة وأساليب التعامل مع الأوبئة المعدية، خاصة أن موسم الحج يجتمع فيه الملايين من البشر من جميع بلاد العالم ومن جميع الأجناس.
وفي الوقت الحالي، وبسبب انتشار الفوضى والحروب، وبزوغ فجر جديد لأساليب الإرهاب وإشاعة الفوضى، قامت المملكة بأخذ كل أسباب الاحتياط للتصدي لكل مَن تسول له نفسه، بأن يتخذ من موسم الحج ذريعة لإشاعة الفوضى وترويع المسلمين.
وهذا العام تقوم رئاسة شؤون الحرمين بتوظيف التكنولوجيا، خصوصًا تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الحجاج وإرشادهم إلى طرق أداء مناسكهم.
وقد نشرت الرئاسة عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي صور التقنيات المختلفة، التي وظفتها، والتي بات وجودها مألوفاً في أروقة الحرمين المكي والمدني.
إن المملكة يشهد لها القاصي والداني، حيال ما تقوم به من خدمات لكل حاج منذ وصوله للمطار أو الميناء أو عن طريق البر، ومَن يرَ المشاريع الضخمة التوسعية التي تقوم بها حكومة المملكة بصورة مستمرة، يؤكد دورها على السعي في خدمة الحجيج.
ولا ننسى ما تقوم به الحكومة من جهد في إدارة الحشود، وهو أمر يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه أي دولة، خاصة أن من يأتي للحج ملايين من كل بقاع العالم، ومطلوب تحركهم بسلاسة وأمان في محيط مساحة معينة وفي أوقات محددة.
وهذه الملايين تتحدث الكثير من اللغات ومن أعمار مختلفة ومن مجتمعات عادات بعضها غير متجانس، لكن في نهاية الأمر فإن كل هذه التحديات تقوم مملكتنا، وعلي رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بترويضها وتسهيلها. وأثبتت -على مر السنين- قدرتها على إدارة ومواجهة كل تحدٍّ يطرأ في موسم الحج، وها نحن نشهد إمكانات المملكة في هذه الأيام تسخر لخدمة ضيوف الرحمن.
إن خدمة ضيوف الرحمن تُعد أحد أهم برامج رؤية المملكة، وهي من أضخم البرامج التي أطلقت منذ سنوات، ومنها برنامج خدمة ضيوف المملكة الذي يستهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء الحج والعمرة.
إن برنامج خادم الحرمين الشريفين يتحدث عن مبادرات عديدة، تقوم بها العديد من الجهات الحكومية من ضمنها وزارة الشؤون الإسلامية.
ويهدف البرنامج إلى طرح التجربة الدينية والروحانية والثقافية الموجودة في المملكة العربية السعودية، وعكس الصورة المشرقة والحضارية عن المملكة في خدمتها للحرمين الشريفين، وحرصها على تسهيل الخدمات للحجاج والمعتمرين وتعريفهم بدور المملكة الحضاري، والعمل على المحافظة على تراث المملكة الحضاري والإسلامي.
إضافة إلى العديد من الأهداف الكبيرة التي يحققها برنامج خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن.
حفظ الله مملكتنا، ووفّق قادتها لما فيه كل خير لنا ولكل المسلمين..