قد يرى العالم قريبًا تراجعًا واضحًا لهيمنة الدولار المستمرة منذ عقود، ما قد يرقى إلى إلغاء جزئي للاعتماد على الدولار في الاقتصاد العالمي، بحسب بنك "جية بي مورجان" الأمريكي، الذي يرى أن الفترة المقبلة قد تشهد تراجعاً في هيمنة الدولار، لكنه أوضح أن هذا لا يعني أنه معرض لخطر انهياره الكامل، أو استبداله بمنافس مثل العملة الصينية اليوان، وفق ما أوردت شبكة بيزنس إنسايدر الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
وفي مذكرة لـ"جيه بي مورجان"، أوضح الخبراء الاستراتيجيون في البنك أنه حتى لو تجاوز اقتصاد الصين نظيره في الولايات المتحدة، فلا يزال من غير المحتمل أن تتعرض هيمنة العملة الأمريكية لضربة كبيرة، مستشهدين في ذلك بالتاريخ، الذي يشير إلى أن أي تحول يحدث بوتيرة بطيئة.
وقال المحللون الاستراتيجيون في البنك: "بعدما تجاوزت الولايات المتحدة بريطانيا كأكبر اقتصاد في العالم خلال الجزء الأخير من القرن التاسع عشر، لم يتجاوز الدولار الأمريكي الجنيه الإسترليني البريطاني باعتباره العملة الاحتياطية الأولى في العالم إلا بنهاية الحرب العالمية الثانية".
وأضاف المحللون: "تشير التجربة التاريخية بالتالي إلى أنه إذا كانت الصين ستتفوق على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم في عام 2030، فقد تستمر هيمنة الدولار حتى النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين".
علاوة على ذلك، يمكن لليوان أن يربح فقط إذا خففت الصين من ضوابط رأس المال، وهو أمر غير مرجح في الوقت الحالي.
وأشار المحللون الاستراتيجيون إلى أن إنهاء قوة الدولار كاملة غير ممكن، إنما من الممكن تهميشه، ويمكن تسريع ذلك إما من خلال ضعف الثقة في العملة الأمريكية أو حدوث تطورات إيجابية خارج الولايات المتحدة، بحيث تتعزز مصداقية عملة أخرى.
وتُظهر بيانات صندوق النقد الدولي التي استشهد بها "جيه بي مورجان" أن حصة الدولار من احتياطيات العملات الأجنبية قد انخفضت من 73٪ في عام 2001 إلى 58٪ في عام 2022، وفي تلك الفترة نمت حصة اليوان بنحو 2.5٪.
ولا توضح الأرقام بشكل قاطع إمكانية إزالة الدولرة، من وجهة نظر "جيه بي مورجان"، وذلك نظرًا لأن التقلبات في أسعار الصرف وإعادة تخصيصها لها تأثير أيضًا.
وأكد البنك أن الصين تقف باعتبارها المنافس الوحيد الذي يتوق إلى استبدال دور الدولار والاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل. ولكن بالنظر إلى مكانة الولايات المتحدة في اقتصادها وتقنياتها وديموجرافيتها وعوامل أخرى، فإن ذلك يظل بعيد الاحتمال.
وتوقع الخبير الاقتصادي ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة "يوري زون إس إل جي"، إمكانية ظهور نظام عملة "ثلاثي الأقطاب"، حيث يهيمن الدولار والنظام الأمريكي جنبًا إلى جنب مع نظامين آخرين.
وقال الخبير جين لـبيزنس إنسايدر: "إذا كان عليّ أن أخمن، يجب أن يكون لكل من اليورو واليوان، وجود متساوٍ تقريبًا. وستكون احتياطات العملات الثلاثية الأقطاب منطقية أيضًا، وستكون أكثر انسجامًا مع الوضع الاقتصادي الذي يعكس ثقل الكتل الثلاث".