طالب مختصون الجهات المتخصصة ببذل جهد أكبر في توحيد متاحف الحج المتعددة في مكة، وتفعيلها تزامناً مع التطور الهائل لمكة المكرمة والمدينة المنورة، ومواكبة لتطلعات قيادة المملكة العربية السعودية.
"اليوم" رصدت هذه الآراء في هذا التقرير.
دورا ثقافيا للزائر
بداية تحدث مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة سابقا وعضو اللجنة الاستشارية بهيئة السياحة والتراث الوطني سابقا الدكتور فواز بن علي الدهاس، قائلا "من المتعارف عليه أن رحلة الحاج والمعتمر لا تخرج عن أداء الحاج أو المعتمر نسكه في المسجد الحرام، ومن ثم يعود إلى الفندق الذي يسكن فيه، لذلك جاءت فكرة السياحة الداخلية سواء داخل المملكة أو خارجها، لتحقيق عدة أهداف مهمة، منها ربط الحاج أو الزائر أو المعتمر بتاريخ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة.
وأضاف: "كما أن دور المتاحف لا يمكن الاستهانة بها، فرغم اختلاف تخصصاتها تؤدي دورا ثقافيا للزائر، ومثل ذلك معرض الحرمين الشريفين ومعرض هيئة التراث بمكة إلى جانب المتاحف الخاصة المتعددة التخصصات، والتي لا بد من توحيدها في متحف وطني واحد بأجنحة مختلفة يحكي كل جناح بما يحتويه من آثار متنوعة سواء كانت صور أو مجسمات أو أدوات أو ملابس تمثل عصرا من من العصور الإسلامية أو تحف تمثل حياة اجتماعية أو اقتصادية في مكة، ومن ذلك المتاحف الخاصة بالعملات الإسلامية وسندات الحج التي كانت متداولة في العاصمة المقدسة عبر العصور المختلفة، وكل هذه المتاحف موجودة في مكة وتحتاج إلى التنظيم، والجمع بينها في الإشراف والفرز بين مقتنياتها، بجانب المكتبات العلمية على اختلاف أنواعها وتخصصات وما تحتويه من مخططات علمية، وإيجاد أجنحة متخصصة تعطي الزائر صورة عن التطور العمراني الذي شهده المسجد الحرام منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب حتى العهد السعودي.
تنوع الطرح في المتاحف
أكد رئيس متحف ذكريات الطيبين المدينة المنورة عبد المجيد بن محمد الخريجي: "تبرز أهمية متاحف الحج في إبراز وحدة المسلمين عند أداء شعيرة الحج ومظاهر المساواة والتسامح، وإبراز تعلق المسلمين بالمشاعر المقدسة على مر العصور، إضافة إلى تسليط الضوء على حقيقة جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن. ولا أعتقد أننا لدينا متاحف خاصة للحج وليس لدينا تخصص بالنسبة للمتاحف، ولكن بالنسبة لمتاحف الحج فيفضل أن يكون هناك متحفين في المدينة ومكة تحكي قصه تطور التنقلات بالنسبة للحجاج، وسكن الحاج وكل ما يخص الحاج مع اختلاف نوعيه الطرح.
نشر ثقافة التاريخ الإسلامي
ذكر المدير التنفيذي لمتحف الحديبية في مكة، خالد الشنقيطي: "في أرض البقاع الطاهرة والتي يهوى إليها الناس من كل فجٍ عميق، انبثقت من أحضان شركة رسالة السلام المتحف النوعي الفريد "صُلح الحُديبية"، الواقع قربَ مكة بمنطقة الحديبية التي تُسمى اليوم الشميسي، ليصبح منبرًا تاريخيًا يلفت أنظار ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، يضم المتحف صورا وعروض مرئية ومجسمات تحكي أول معاهدة وصلح في الإسلام، بهدف نشر ثقافة التاريخ الإسلامي والمنهج الذي اتبعه النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الصلح والذي يعتبر منعطفًا بارزاً في مسيرة الدعوة إلى الإسلام، فهذا المتحف يعد نموذجاً رائدًا في نقل الإسلام إلى أقطاب العالم الإسلامي أجمع".
