الملحم الأب والملقب بـ"ضيف الله" كان من بين الرجال الذين عملوا جاهدين على نقل الحجاج من الأحساء إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وفقًا لما كشفه ابنه عبد الله محمد الملحم البالغ من العمر 80 عامًا.
وبدأ والده في هذا المجال منذ فترة استخدام الإبل في النقل، والتي استمرت لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 عامًا، ومع دخول السيارات بعد الحرب العالمية، استخدم والده هذه الوسيلة لنقل الحجاج بدلاً من الإبل.
100 يوم بالإبل
قال الملحم إن نقل الحجاج عن طريق الإبل كان يستغرق في الرحلة 100 يوم ذهابًا وعودةً، بينما تستغرق رحلة الحج بالسيارات الكبيرة حوالي 25 يومًا.
وأضاف أن السيارات الحديثة التي تحمل حمولة تصل إلى 7 أطنان كانت تعتبر بقايا الحرب، ولكنها ساهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة الحجاج.
وبين أن أجرة الحاج في ذلك الوقت 250 ريالا ومن ثم دخلت الباصات الصفراء التي كانت تنقل 40 حاجا، وهي تعتبر نقلة نوعية بدأت من الإبل إلى سيارات دمنتي ثم سيارات 7 أطنان للباصات الصفراء.
وأوضح الملحم أنه في الوقت الذي كان فيه نقل الحجاج بالإبل، يجلس اثنان من النساء على ناقة واحدة، بينما كان الرجال يجلسون على ناقلات منفصلة.
وتابع أن الرحلة كانت مليئة بالمعاناة، خاصةً في المناطق الرملية التي كان فيها الركاب يتعاونون لإخراج السيارات من الرمال، وكان من الصعب أيضًا الحصول على الماء.
وعند وصولهم إلى مكة المكرمة، كانت الفرحة تعم الجميع بعد معاناة السفر الطويل. وكانت هناك احتفالات بالأطعمة المحلية مثل الحلوى والرهش والملتوت، خاصةً في وقت الإفطار الصباحي، حيث يحرص الجميع على إحضار ما لديهم. وكان الغذاء متنوعًا بين اللحوم والأرز والروبيان في الليل.
