لا يُذكر الحج أو الحاج إلا وتقفز إلى الذاكرة صور وسائل النقل القديمة المتمثلة في قوافل الجمال والحافلات التي تطورت عبر الزمن.
وتوقف منذ عقود طويلة استعمال الجمال في السفر للمشاعر المقدسة والعودة منها، لكن رمزيته ما زلت تسطير على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي منذ دخول أشهر الحج وحتى نهايتها، فالصور والمقاطع النادرة للقوافل القديمة تشهد إقبالًا وتداولًا كبيرًا، ودخلت ضمن "الأيقونات" والشعارات التي تحملها بطاقات التهاني بحلول عشر ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك.
الحافلات في المملكة
تُعد حافلة "اللوري" من أوائل الحافلات في المملكة التي استخدمت في نقل حجاج بيت الله الحرام، وهي شاحنات قديمة استخدمت لنقل البضائع، ثم تمّ استخدامها في نقل المسافرين.
وفي عام 1368هـ تم إنشاء النقابة العامة للسيارات "الأولى"، واستمرت بالعمل لمدة 4 سنوات حتى صدر الأمر السامي من الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- في شهر رجب عام 1372 هجرية بإنشاء النقابة العامة للسيارات "الثانية" تحت إشراف إدارة الإذاعة والحج قبل أن تنتقل مهمة الإشراف عليها إلى وزارة الحج والعمرة بعد تأسيسها لتكون هذه النقابة أبرز جهة تقدم خدمات نقل منظمة للحجاج والمعتمرين، مستخدمة الوسائل الحديثة والملائمة للنقل وفق شروط السلامة ومعايير المحافظة على البيئة، وتعمل على وضع الخطط التشغيلية لضبط حركة نقل الحافلات المتعلقة بنقل الحجاج والمعتمرين.
وسائل النقل بين المشاعر المقدسة
على الرغم من دخول وسائل نقل جديدة مثل القطار، إلا أن الحافلات الحديثة ما زالت من أهم وسائل النقل بين المشاعر المقدسة خلال مواسم الحج، حيث بلغ عدد حافلات النقابة العامة للسيارات 19,957 حافلة تسيرها 68 شركة.
وفي تطور كبير لنقل الحجاج والعاملين في الحج، دخل عام 2010 قطار المشاعر المقدسة الخدمة عبر تسع محطات ثلاث في مشعر عرفات وثلاث في مشعر مزدلفة وثلاث في مشعر منى، حيث يقطع المسافة بين منى وعرفات خلال قرابة عشرين دقيقة.
ويتكون أسطول قطار المشاعر المقدسة من 17 قطاراً، تبلغ الطاقة الاستيعابية لها 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، ويسهم في نقل ما يزيد على 350 ألف حاج في حركته لنقل الحجاج بين مختلف المشاعر المقدسة.
ولتفادي ازدحام العربات وتقليل مصادر التلوث في أوقات نسك الحج أدخلت حديثا بعض وسائل النقل ذات الأحجام الصغيرة، مثل عربات "القولف" التي تستخدم في نقل الحجاج من ذوي الإعاقة وكبار السن، إضافة إلى استخدامها من قبل الهلال الأحمر في بعض عمليات الإسعاف.
السكوترات الكهربائية
شهد هذا العام إطلاق خدمة تنقل جديدة بين المشاعر المقدسة هي "السكوترات الكهربائية" التي تساعد منسوبي الجهات الحكومية العاملة في الحج على التنقل بسهولة وسرعة داخل المشاعر المقدسة، كذلك تم توفير أكثر من 1000 سكوتر بفئات مختلفة ومنها الفئة رباعية العجلات، وثلاثية العجلات، وثنائية العجلات، لخدمة كبار السن من الحجاج وذوي الإعاقة، في مسار الخدمة المخصص من منشأة الجمرات باتجاه الحرم، ذهاباً وإياباً.