نجح موسم الحج، والحمد لله، وأدى ضيوف الرحمن مناسك حجهم، بأمن وسلام وطمأنينة، بفضل الله، ثم بفضل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين. وبهتت الخلايا وأذرع الضرار التي تحدث غباراً قبيل كل موسم حج.
يبدو أن مكائن السوء والحروب تمكنت من تطويع وكالة الأنباء الأمريكية اسشييتيد بريس (AP) لتكون بخدمتها ونشر دعاياتها المغرضة.
قبيل موسم الحج، (لاحظوا التوقيت)، بثت الوكالة تقريراً، بقلم الصحفية الباكستانية الأصل رضية بوت، اكتشفت فيه أن مليونين أو ثلاثة ملايين حاج يلوثون الأجواء، وخطر على طبقة الأوزون والحياة الكونية. وحوَّلت التقرير إلى «إلياذة» قداحة في الحج، وما تنفثه طائرات نقل الحجاج وحافلاتهم في الأجواء.
وأثار التقرير حفيظة المغردين السعوديين في منصة تويتر، وفضحوا نوايا التقرير.
وكان يفترض كي يكون التقرير مهنياً يورد مقارنات بين ما يحدثه موسم الحج من انبعاثات، والسياحة الدولية. وذلك تحتمه قواعد الأخلاقيات الصحفية المهنية، التي تبشر بها وكالة AP في أوساط الصحفيين، وتوصي بها كل صحفي يدب على وجه الأرض. لكن التقرير، كما هو متوقع، وإمعانا في التقصد وسوء النية، تعمّد إهمال أية مقارنات في نسبة تلوث طائرات تنقل مليوني حاج، إلى حجم التلوث الذي تضخه طائرات السياح، التي نقلت في العام الماضي 2022 وحده 900 مليون سائح، إلى مرابع الرفاه والتبطح في شواطئ العالم وسواقي النبيذ والشراب في الليالي الملاح.
ومنذ أن قرأت عنوان التقرير، توقعت أن يكون تحت الأكمة «حيايا» و«ديبان» وأنواع من الزواحف السامة.
وصدق الحدس؛ إذ إن التقرير أنتجته AP بالتعاون (أي بالتمويل) مع مؤسسة ليلي اندومينت الأمريكية المسيحية المحافظة التي تعنى بموضوعات الدين، ونشر القيم المسيحية.
وفي الحقيقة، لا يهم مَن يمول التقرير لو كان التقرير مهنياً، وليس حرباً دينية، ولو لم يتقصد موسم الحج وزيارات العمرة، ويظهره على أنه هو سبب التلوث العالمي. بل التقرير يحرض الدول والمجموعات والمنظمات البيئية، لمهاجمة موسم الحج ومضايقة الحجاج والمملكة، والإساءة إلى الركن الخامس في الإسلام وأحد أهم شعائره.
وتر
الملبون..
رعاكم الله، إذ تؤوبون إلى دياركم،
أنقياء من الخطايا..
تتسامون عن أدناس الدنيا والبأساء
وحروب الضرار
malanzi3@