لا يحتاج إنشاء حساب "شات جي بي تي" إلى شيء أكثر من رقم هاتف وبريد إلكتروني واتصال جيد بالإنترنت مع دفع الاشتراك في حالة الإعدادات المتقدمة، لكن رغم هذا قد يكون استرجاع هذا الحساب بعد سرقته بالغ الصعوبة.
وقال ماكسويل تيموثي، الكاتب المعني بالذكاء الاصطناعي إن إنشاء حساب على تطبيق "شات جي بي تي" سريع وبسيط، كما يمكن للمستخدم إنشاء حسابات متعددة إذا كان يرغب في ذلك، لكن وفي ضوء هذا، يقوم المتسللون بجهود مكثفة لسرقة حسابات شات جي بي تي، حتى المجانية منها، وفق ما ذكر موقع مايك يوز أوف.
هنا يتساءل تيموثي، عن سبب اهتمام قراصنة الإنترنت أو الهاكرز بتطبيق دردشة الذكاء الاصطناعي؟ ولماذا أصبحت حسابات شات جي بي تي عامل جذب رئيسي للقراصنة؟ وما سبب الزيادة المفاجئة في سرقة الحسابات؟
لماذا يتم اختراق حسابات "شات جي بي تي" من محتالي الإنترنت؟
كشف تقرير صادر عن شركة أبحاث الأمن السيبراني "جروب- آي بي"، أن أكثر من 100 ألف حساب "شات جي بي تي" تم اختراقها في وقت كتابة هذا التقرير، واستغلالها في الأسواق السوداء الرقمية السرية.
وعادةً ما يتم اختراق الحسابات التي سُرقت في حملة قرصنة غير انتقائية باستخدام برامج ضارة لسرقة المعلومات أو طلب الفدية، والتي كان بعضها (البرامج) موجودًا في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالضحايا حتى قبل إطلاق "شات جي بي تي".
سرقة المعلومات الحساسة
في البداية، لا يبدو أن فقدان حساب "شات جي بي تي" الخاص بالمستخدم أمر يجب أن يقلق بشأنه، فإذا فقد المستخدم حسابًا مجانيًا يمكنه إنشاء حساب آخر في غضون بضع دقائق، لكن ماذا عن البيانات التي تحتويها؟
يقول تيموثي: "يهدف الهاكرز إلى ضرب الحسابات، خاصة المهمة منها، لعلهم يجدوا شيء يستفيدوا منه لمساومة أصحاب هذه الحسابات".
يمكن أن يحصل الهاكرز من خلال سرقة الحسابات، عن معلومات عن كلمات المرور لحساب البريد الإلكتروني لجي ميل Gmail الخاص بالمستخدم، أو معلومات عن وثيقة سرية، أو عن معلومات شخصية تخص صاحب الحساب.
معلومات في اليد الخطأ
كما قد تحتوي حسابات "شات جي بي تي" على معلومات حساسة قد تكون خطيرة في أيدي الجهات الخبيثة. نظرًا لأن روبوت المحادثة أصبح رويدا رويدا، يستخدم بشكل أكثر وأسرع عما كان عليه الأمر قبل أشهر، فإنه أصبح الآن أكثر من مجرد منجم ذهب للبيانات الشخصية.
وهذا ما يجعل المتسللين يحتالون للسرقة على أكبر عدد ممكن من الحسابات. وعلى أقل تقدير، قد تؤدي هذه الهجمات إلى تصيد احتيالي، قد يقود إلى مشكلات أكثر خطورة، مثل سرقات الهوية.
ما رد فعل "جوجل" ونظيراتها؟
إدراكًا لمثل هذه التهديدات، حذرت شركات مثل "جوجل" و "سامسونج" وكذلك "مايكروسوفت"، الداعم الرئيسي لـ “أوبن إيه آي"، موظفيها أو قامت بمنعهم صراحةً من مشاركة بيانات الشركة مع روبوت الدردشة المعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقال تيموثي إن معنى إصدار مثل هذه الشركات لمثل هذه التحذيرات، يعني أن مثل هذه المخاطر قد تكون حقيقية بالفعل.
إعادة بيع حسابات شات جي بي تي
بينما يمكن لمعظم دول العالم الوصول إلى موقع شات جي بي تي على الإنترنت، فإن بعض البلدان محظورة رسميًا من النظام الأساسي. وتعد الصين، التي تحوي أكثر من مليار مستخدم محتمل، مدرجة في هذه القائمة.
لكن يمكن لمواطني الدول الأخرى عن طريق استخدام خاصية مواقع VPN وغيرها من تجاوز هذا القيد، ما يجعل شراء حسابات مسروقة رخيصة أمر جذاب.
كيف تحمي حساب "شات جي بي تي"؟
بعدما أصبحت حسابات "شات جي بي تي" هدفًا رئيسيًا للمتسللين يمكن حمايتها، من خلال إعداد المصادقة الثنائية على حسابك أو المصادقة متعددة العوامل. وتعد الخطوة الثانية، هي مسح محادثات "شات جي بي تي".. ولأن المصادقة على مرحلتين لا تكون أحياناً إجراءً أمنيًا مضمونًا بنسبة 100%؛ وللتأكد من أن المعلومات الحساسة التي تمت مشاركتها في الروبوت لن تقع في الأيدي الخطأ، فالأفضل هو مسح المحادثات بانتظام.