يراقب المحللون والخبراء الانتعاش الاقتصادي في الصين في 2023، وحالة الصناعة في الاقتصاد العملاق والثاني عالميًا، نظرًا لأن انتعاشه سيقود تعافي النمو العالمي وأسواق النفط الدولية، وفق ما ذكرت منصة "هيلينك شيبينج نيوز"، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
ورغم توقع حدوث قفزة كبيرة في أسعار النفط، خاصة بعد تخفيضات أوبك بلس للإمدادات، فإن الارتفاع المتوقع في أسعاره لم يحدث مباشرة وقد يحصل على مراحل، وفقًا لتحليل لشركة "وود ماكينزي".
وناقش الاقتصاديون والمتخصصون في النفط تعافي الصين من كوفيد وآثاره على سوق النفط، كما تحدث رئيس مجلس إدارة شركة وود ماكينزي وكبير المحللين، سايمون فلاورز، عن ذلك.
وأشار فلاورز إلى أنه رغم أن الناتج المحلي الإجمالي للصين فاق التوقعات في الربع الأول من خلال نموه بنسبة 4.5٪ على أساس سنوي، إلا أن هذا الانتعاش فقد قوته منذ ذلك الحين.
ويجاهد القطاع الصناعي وسط حالة من التراجع، ما يؤدي إلى تباطؤ الإنتاج الجديد، بينما يظل الطلب على الصادرات من السلع الصناعية ضعيفًا بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي.
حول ذلك، قال فلاورز: "تعافي الصين ضرورة قصوى لانتعاش الاقتصاد العالمي، فلا تزال ثقة المستهلك أقل بكثير من مستويات عام 2021، ويتجلى ذلك في ضعف الطلب على السلع المعمرة والحذر بشأن شراء العقارات".
تعتقد وود ماكينزي أن هدف الحكومة الصينية لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5٪ لهذا العام ليس بعيداً. ومع ذلك، فإن ثقة المستهلك والطلب الأضعف من المتوقع على السلع تشكل تحديات لتوقعات النمو البالغة 5.7٪.
ومن المتوقع أن يكون تسارع النمو مدفوعًا بالخدمات في البداية، يليها انتعاش في قطاع العقارات والبناء في النصف الثاني.
وأكد فلاورز أن "استعادة ثقة المستهلك وإطلاق العنان للمدخرات الزائدة هي مفاتيح تسريع تعافي الصين في النصف الثاني".
لتنشيط الاقتصاد، يعد الإجراء الحكومي الفوري أمرًا بالغ الأهمية، حيث قالوا: "هناك حاجة إلى إجراء حكومي لتسيير الأمور بسرعة".
في حين أن الخفض بمقدار 10 نقاط أساسية في سعر سياسة تسهيل الإقراض متوسط الأجل يرسل إشارة إيجابية، فقد لا يكون كافياً لإغراء المستهلكين الحذرين لإنفاق المزيد.
اقترحت وود ماكينزي، أن يكون الحل في القسائم والخصومات التي تمولها الحكومة لدعم المشتريات، إلى جانب تحسين فرص العمل، لأن هذا يمكن أن يكون له تأثير دائم على تعزيز ثقة المستهلك.
ذكر فلاورز: "مع اقتراب كثير من دول العالم المتقدم من الركود، سيكون تعافي الصين أمرًا محوريًا، إذا كان النمو القوي في الطلب العالمي على النفط في العامين الماضيين سيستمر في عامي 2023 و2024".
تتوقع ماكنزي نمو الطلب في الصين بما يزيد قليلاً عن مليون برميل يوميًا هذا العام 2023، مما يساهم بنحو نصف نمو الطلب العالمي، وهذا يمثل ثاني أعلى زيادة سنوية على الإطلاق.
قال فلاورز: "في حين أن توقعاتنا الإجمالية للصين لم تتغير كثيرًا خلال الأشهر الستة الماضية إلا أن المزيج قد تغير. لقد أدى التنقل الشخصي إلى ارتفاع الطلب على وقود النقل، مما عوض عن تراجع قطاع البتروكيماويات. ومع ذلك، فإن النصف الثاني القوي مطلوب لتلبية توقعاتنا ورفع طلب الصين على النفط إلى مستوى سنوي جديد يقل قليلاً عن 16 مليون برميل يوميًا".