هناك كثير من الفرص الاستثمارية الواعدة في المنطقة الشرقية، التي تتميز بموقع جغرافي فريد يسهم في تطوير وسائل وأدوات نموها وتطورها، وهي في الأساس قاعدة صناعية على مستوى المملكة ومنطقة الخليج العربي، ويمكنها من خلال التوسع الاستثماري أن تكون وجهة لرأس المال الأجنبي بامتياز، كما يحدث حاليًّا في مدنها الصناعية والاقتصادية وانفتاحها على البحر عبر موانئ حيوية في الدمام والجبيل ورأس تنورة.
تشمل القاعدة الاستثمارية في المنطقة العديد من الخيارات على صعيد البنية التحتية والقطاعات الاقتصادية المختلفة التي تعزز التنوع الذي نطمح إليه، ومن ذلك إطلاق أمانة المنطقة الشرقية مؤخرًا الملف الرقمي المحدث المتضمن أكثر من 240 فرصة استثمارية دائمة ومؤقتة نوعية ومبتكرة، بمساحة تتجاوز 12 مليون متر مربع في جميع مدن ومحافظات المنطقة، وحصر أكثر من 20 ألف أصل استثماري، بمساحة 100 مليون متر مربع.
ذلك الملف يمزج بين التقنية والابتكار والطرق الحديثة في إدارة الاستثمارات، وهناك عديد من المبادرات والمشاريع الاستثمارية التي تضم أنشطة سياحية وترفيهية وثقافية ورياضية واجتماعية وتعليمية، تساعد في تمكين القطاع الخاص من الشراكة في التنمية للإسهام في تحقيق مفهوم أنسنة المدن وتحسين المشهد الحضري، ودعم عناصر المدن الذكية وتعزيز جودة الحياة للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، ومحصّلة ذلك تصب في خدمة استثمارات في قطاعات أخرى، مثل الطاقة والصناعة والتجارة وغيرها.
تتنوع تلك الفرص بصورة مذهلة وجديرة باغتنامها والنظر فيها؛ حيث تشمل النقل البحري، وتطوير المخططات، والبنى التحتية، ومراكز ترفيهية وسياحية، ولوحات إعلانية على الحافلات وسيارات الأجرة والمباني تحت الإنشاء أو الترميم، والأراضي البيضاء والجسور وحقوق التسمية، ومجموعة من الحدائق والمتنزهات، والمصانع، والتدوير، والمراكز الصحية، وتعليم قيادة السيارات، وغيرها.
ذلك التنوع يضعنا أمام واقع جديد يواكب التطور الذي نسعى إليه، وكلما تم الاستثمار في نشاط يحظى بدعم مؤسسات وأجهزة الدولة فإنه يفتح الباب واسعًا للقطاع الخاص ليعزز شراكته التنموية، التي تنعكس عليه في الخبرات والتوطين ونقل التقنيات والنمو والاستدامة واستمرارية الأعمال؛ ما يجعل من مثل هذا الملف الرقمي جهدا نوعيا متقدما جديرا بأن نستفيد منه استثماريا، بحيث يكون نقطة انطلاق لأعمال جديدة تواكب النهضة الوطنية الطموحة، وتأسيس منظومات قادرة على الاستمرارية والإسهام في جذب مزيد من الاستثمارات.