• حين قررت الصحيفة الأقدم في العالم «فينر تسايتونغ»Wiener Zeitung التوقف عن الصدور الورقي كتبت في افتتاحيتها الأخيرة السبت الماضي «هذا زمن صعب للصحافة الجادة والمحتوى عالي القيمة.. باتت تتنافس فيه مع فيديوهات القطط والشائعات على المنصات!»، موجهة اللوم إلى قانون حكومي في فيينا، أنهى الالتزام القانوني بأن تدفع الشركات لنشر الإعلانات العامة في النسخ المطبوعة للصحيفة النمساوية العريقة، مما ألغى دورها كجريدة رسمية، وتبخر مع هذا التغيير 18 مليون يورو من المداخيل.
• لكن الصحيفة التي تصدر باللغة الألمانية بدت متفائلة بالمستقبل وهي توضح فلسفتها الجديدة في إعادة التموضع لمواصلة العمل الصحفي على المنصات الرقمية دون ورق، وكتبت رسالة مختصرة ومعبرة تستقبل بها كل من يدلف إلى موقعها الإلكتروني تحت عنوان «الصحافة الجيدة لا تحتاج الورق» تساءلت فيها «هل ما زالت هذه جريدة؟ لقد طرحنا على أنفسنا هذا السؤال مرارًا وتكرارًا مؤخرًا، لأن شيئًا واحدًا واضحًا: في ما يقرب من 320 عامًا من تاريخ Wiener Zeitung، لم تكن هناك حاجة لإعادة الانطلاق بشكل مختلف وشامل كما هو الحال الآن».
• ومع وداع الجريدة اليومية المطبوعة، ستترك «فينر تسايتونغ» وراءها العديد من الأشياء التي تتكون منها عادة الصحيفة، فلن يكون هناك المزيد من التغطية الرياضية، ولا طقس ولا مزيد من نصائح البرامج.
• وعلى أن الصحيفة اختارت أن لا تلعب موضوعات اليوم المعتادة دورًا في مستقبلها، لكنها نبهت إلى تمسكها بالقيم الجوهرية للمهنة، «ما لا نتركه وراءنا هو القيم الصحفية التي حددت مسار Wiener Zeitung طوال 320 سنة سنستمر في القيام بالصحافة عالية الجودة المستقلة والنقدية. فقط ليس على الورق بعد الآن».