نجاح على كافة الأصعدة سجَّلته المملكة خلال موسم الحج لعام 2023، نجاح يعكس تخطيطًا يعمل وفق رؤية واضحة قائمة على توفير سبل الراحة والتسهيل والتيسير على الحجاج، عبر كافة الوسائل الحديثة، في إنجاز إضافي يسجَّل للمملكة العربية السعودية، وذلك بفضل الله وتوفيقه، ثم بتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وتضافر جهود مخلصة من مختلف الجهات الحكومية، واستشعارًا للمسؤولية تجاه ضيوف الرحمن، والدعم اللا محدود لهم، والذي تجتمع فيه عوامل النجاح التي عملت بها جميع الجهات، وتصبُّ كلها فيه خبرة المملكة من ناحية الخطط، والأدوات المتقدمة التي استخدمتها في إقامة شعيرة الحج، وإدارة الحشود.
ومما لا يخفى على كل ذي لب، ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود مباركة، ومشاريع نافعة الهدف، منها نصرة خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أقطار الأرض، وهي نعمة جليلة، ومكانة عظيمة، جعلها الله تعالى لولاة أمر هذه البلاد، وعندما نتحدث بلغة الأرقام نقول إن المملكة استطاعت بكل أجهزتها، العمل على قدم وساق وفق خطة واضحة من أجل إنجاح موسم الحج، بداية من تسهيل وصول ضيوف الرحمن إلى الأماكن المقدسة، وحتى تيسير أداء المناسك، وظهرت المؤسسات المشاركة في أعمال الحج كأنها خلية نحل، تعمل بتناسق وتناغم شديدَين لتسهيل أداء مناسك 1.845.045 حاجا من أكثر من 150 دولة. إضافة إلى الجهود الاستثنائية التي بذلتها المملكة لتوفير الخدمات الصحية للملايين من الحجاج، وتعاونها المستمر في تعزيز مختلف مجالات العمل الصحي وغيرها من الخدمات الكثير، فما تقوم به بلادنا في خدمة حجاج بيت الله الحرام أمر يفوق الوصف، فالنجاح ليس فقط في استقبال ملايين الحجاج، فقد يقول البعض إن هناك دولًا تستقبل السياح بأعداد مضاعفة! ونقول لهم: المملكة العربية السعودية تستقبل الملايين في مكان واحد، يتم خلال ذلك تفويج الملايين بكل يُسر وأمان، وهذه القدرة المهنية في السيطرة والتفويج لجموع الملايين في مكان وزمن محددين، يُعتبر إنجازًا عظيمًا ومجهودًا جبارًا غير مسبوق.