أغلب المدارس الحكومية تم بناؤها على أعلى المواصفات العمرانية والفنية، وتم تجهيزها بأحدث المواصفات من مسابح وملاعب كرة قدم وسلة وغيرها لتصبح العملية التعليمية قريبة من الطالب ومحببة إليه بشكل كبير، وكما نعلم بأن الأنشطة اللا صفية عامل مساعد ومهم للإبداع والإقبال على الدراسة، مما يشجع «بإذن الله» لتخريج جيل مبدع في كافة المجالات، بعكس لو كانت الدراسة منفرة للطالب أو الطالبة، فإن التعليم يصبح عبئاً على أبنائنا، وبالتالي لن نحقق النتائج الإيجابية التي يطمح إليها المجتمع.
من هذا المنطلق اشتملت أغلب مدارسنا الحكومية والخاصة على منشآت تضاهي في تجهيزاتها أندية صغيرة أو مراكز ثقافية، بل تتفوق عليها بما تحويه من وسائل السلامة وأفضل التقنيات الحديثة الموجودة، تلك التجهيزات لا يتم الاستفادة منها في فصل الصيف بل تصبح معطلة تماماً وربما تتعرض للتلف بسبب عدم وجود الصيانة خلال تلك الفترة، ولذلك يمكن الاستفادة منها وبالذات (المسابح والملاعب والمسارح) عن طريق تأجيرها للأندية الخاصة أو المراكز الثقافية التي ستتسابق عليها نظراً لجودتها العالية، وما تحويه من مواصفات تفوق إمكانيات تلك الأندية مما يجعلها مكسبًا كبيرًا للقطاع الرياضي الخاص، وكذلك المسارح التي يستفيد منها القطاع الثقافي بشكل عام، ويمكن الاستفادة من ذلك الدخل الممتاز في تطوير المدارس وشراء المعامل أو الوسائل التعليمية الحديثة، مما يخفف العبء عن كاهل وزارة التعليم، ويمكن الاشتراط على تلك المواقع الراغبة في الاستئجار أن تحافظ على المنشآت وتعيدها سليمة كما أخذتها.
وجود مصادر دخل تساعد في التطوير وتأمين المستلزمات للمدارس يعتبر أمرا مهما، ولدينا سابق تجربة للمدارس مع المقاصف المدرسية عندما قامت بتأجير المقاصف للقطاع الخاص، وما حققته من نجاح ساهم في تأمين بعض الاحتياجات لتلك المنشآت المدرسية، وكذلك الجامعات قامت بأعمال مماثلة ساهمت في تطوير المعامل وغيرها من احتياجات.
تستطيع المدارس الراغبة في ذلك الاستثمار -بعد موافقة الوزارة- تحديد مسار محدد للدخول والخروج مع إغلاق كافة المباني والفصول والمعامل حتى لا تتضرر من المتدربين، الفكر الاستثماري الذي يحقق عوائد مجزية مطلوب في وقتنا الحاضر، خاصة أن هناك توجهًا كبيرًا من أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بحصص رياضية تحقق لهم الفائدة والتسلية في وقت واحد.