انتشر، قبل أيام في شبكات التواصل، فيديو قصير، منتج خصيصاً لتشويه السعوديين والخليجيين.
المشهد: ثري خليجي، أهوج وغبي ومصاب بحمى الشراء العشوائي (الشراء لمجرد الشراء)، يدخل بسرعة و«دلاخة» إلى معرض سيارات فارهة، يحضر أكواماً من الأموال في عربة يحملها عاملان، ويسأل، بإنجليزية مكسرة بنبرة متغطرسة وبليدة: أين مالك المعرض؟، وهو يرمي برزم من النقود إلى العاملين، قائلاً: هذه لقهوتك!. ويشير مشرف المعرض إلى سيارة قائلاً: هذه بمليون و200 ألف درهم، فيرد الثري «ما عندك أغلى». وخلال ثوان يشتري ثلاث سيارات فارهة، وكأنه يتجول في سوق خضار.
صحيح أن أفراداً خليجيين مراهقين، يتباهون بالثراء في عواصم الغرب، لكن نسبتهم لا تتعدى نسبة الأفراد المتباهين بالثراء في أي مجتمع بالعالم. لكن تقصد الخليجيين بالذات وتشويه سمعتهم يهدف إلى تصفية حسابات، خاصة أن أعداءهم المتربصين كثيرون ومتعددو المشارب والغايات. مثل: تاجر فشل في عقد صفقات مع الخليجيين فيكيل لهم التهم، وآخر خطف خليجيون صفقة كان ينوي الاستحواذ عليها، فيعاديهم، وآخر طرد من عمله في الخليج، فيوقف نفسه آلة تشويه للسعوديين والخليجيين، إضافة إلى عداوات مكائن سياسية وقومية ودينية وأيديولوجية وجغرافية.
وفيديو الـ«56» ثانية مكلف جداً، وتطلب ساعات للتصوير، والمونتاج، لإخراجه بتلك الصورة. وواضح أن مكينة أيديولوجية شعوبية ثرية ذات سطوة أنتجت الفيلم، لبهجة الحاقدين.
وقيل إن بطل المشهد باكستاني عاش في الخليج سنين طويلة.
والفيلم يحيي ثقافة هوليوود التي كانت تتعمد إظهار العربي بنمطية مشوهة، بأنه ثري وغبي وشهواني ولديه أموال لم يتعب في جنيها، ينثرها على الملذات والمظاهر والـ«أربع زوجات». وكان هدف بروبغندا هوليوود، خدمة إسرائيل الديمقراطية، وتظهرها حمامة سلام وديعة تحيط بها وتتهددها وحوش عربية همجية.
ونمطيات هوليوود أعطت للانتهازيين الغربيين صورة خاطئة؛ لأن كثيراً منهم حينما جاؤوا إلى السعودية ودول الخليج يمنون أنفسهم بعقد صفقات وبثراء سريعٍ، قد انصدموا بحنكة الخليجيين وذكائهم. وفي بداية الألفية كتبت صحيفة أمريكية أن المفاوضين السعوديين، في مجال شراء الأسلحة مثلاً، يتمتعون بمعارف وخبرات ومهارات عالية أدهشت الغربيين. فيضطر الغربيون للتخلي عن أحلامهم النمطية، ليفاوضوا على صفقات بأسعار جدية ومناسبة.
وتر:
مثل مها حمى ضرية..
تغوص قدماه شعاع الكثيب
يعبر المفاوز ومد المسافات.. وواحات العوشز
ويعب ملء رئتيه شذى الخزامى
ورياح الشمال..
@malanzi3