تعتبر الإجازة الصيفية استثمارا مجديا لأوقات الفراغ لدى الأطفال والشباب، وهو ما يبحث عنه أولياء الأمور من أجل تحصيل فائدة تنمي لديهم الإدراك الحسي وتضعهم على المحك مع المواهب والقدرات.
لذلك تحرص الكثير من الجهات الثقافية والفنية على دعم الأنشطة وتوفير البرامج المدروسة، وبالتالي فعندما يتعلق الأمر بتنمية الأطفال في مجال الفنون والثقافة، تلعب الدورات التدريبية ورعاية المواهب دوراً حاسماً في تشجيع الإبداع وتطوير المهارات.
ومن خلال هذه الأطروحات المتنوعة، علينا أن نضع هذا الأمر على واقع العمل، ومن خلال تجربتنا نستعرض الدورات التنموية والأنشطة التي تركّز على الاهتمام بالمواهب في مجال الفنون والثقافة، بوصفها أداة قوية لتنمية قدرات الأطفال وتوسيع آفاقهم الإبداعية.
فمن خلال هذه الدورات، يتاح للأطفال الفرصة لاكتشاف قدراتهم الحسية والفنية وميولهم الجمالية الباحثة عن الهوية الثقافية مع استغلال الوقت لمعرفة اهتماماتهم الفنية والثقافية من موسيقى ومسرح وفنون وإلقاء ومطالعة وكتابة وتصوير، وهو ما يمكّنهم من تطويرها بشكل منهجي ومنظم. خاصة إذا وفّرت هذه الفضاءات الثقافية لهم خبرات وكفاءات ومتابعين قادرين على تأطيرهم وحسن تسيير مهاراتهم والعناية بهم، وهذا يعتبر من بين أحد أهم الجوانب للدورات التدريبية إذا ما كان فيها التسيير مبنيا على روح العمل الجماعي القادر على تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال.
ما يضمن لهم صقلا في شخصياتهم ويعرّفهم على بعضهم البعض، ويخلق منافسة إيجابية واستمرارية تضمن لهم الحفاظ على طرق التعبير عن أنفسهم، ومشاركة أفكارهم بثقة وإيجابية ومسؤولية.
وهذه الثقة القوية هي التي تكون أساسًا لنجاحهم في المستقبل، سواء استمر اهتمامهم بالفنون أو الأداء أو الكتابة أو أي نوع آخر من التعبير الإبداعي أو بقي في إطار الهواية والتسلية لأنه سيكون لهم حافزا للبحث ومنفذا للتعبير.
ترتكز أهمية هذه الدورات أيضا على ضمان بيئة اجتماعية حيوية علاقاتها بالمحيط والمجتمع والهوية والثقافة والاطلاع متينة، حيث يمكن للأطفال التفاعل والتعاون مع أقرانهم الذين يشتركون في نفس الاهتمامات الفنية والثقافية، ما يؤهلهم لحسن التواصل والاتصال معا بالرأي والنقاش بالتفاعل والبحث وهو ما يكسب الأطفال المهارات الاجتماعية والتعاونية ويتعلمون قواعد الاحترام والاستماع لآراء الآخرين والعمل المشترك.
إن الدورات التدريبية ورعاية المواهب في مجال الفنون والثقافة تلعب دورًا حاسمًا في تنمية الأطفال وتحسين استغلالهم للوقت، من أجل تنمية فردية وجماعية مبنية على العمق والجماليات وتحميل الحواس والأفكار والمدركات أفكارا لها حضورها البنّاء والقوي اجتماعيا وثقافيا وبشريا، فتطوير مهاراتهم الإبداعية والاجتماعية هو مكسب وطني وطاقة إبداعية فاعلة.