لم تكن أناملها الصغيرة تعبث في الفراغ، ولم تكن خطوطها مجرد وهم ترسمه في الهواء، بل كانت أحلام محققة بريشة مبدعة على أرض الواقع، فاطمة يعقوب آل خواهر ذات 19 ربيعًا، فنانة تشكيلية من النوع الفاخر بدأت الرسم في عمر مبكر، واحترفت الرسم في 2019.
التقتها "اليوم" في هذا الحديث الخاص:
كيف كانت بداياتك ؟
بدأت منذ الصغر أرسم خطوطًا غير مفهومة ورسمات مبهمة، لم يعجز والداي عن فك طلاسمها، فقد آمنا بي وشاهدا في خربشاتي فنًا خفيًا يجب أن يظهر، وبالفعل منحاني فرصة التعلم مع توفير كافة احتياجات الرسم فنمت موهبتي.
واصلت مشواري ومازلت أتعلم، أسعى للاحتراف وتجويد أدواتي حتى أصل إلى العالمية إن شاء الله.
كيف تعلمت الرسم وقمت بتطوير فنك؟
لا توجد طريقة معينة، لكن لابد أن تكون الموهبة موجودة ويبقى تطويرها بالممارسة والتعليم، كما أني التحقت بدورات تطويرية لتعلم أساسيات الرسم الهامة، واشتغلت على تطويري بنفسي، فاعتمدت على التعلم الذاتي بشكل كبير.
حدثينا عن اهتماماتك
اهتم بالرسم الواقعي بالفحم، ولكن من ناحية تفريغ المشاعر والأحاسيس أميل للألوان أكثر، فالرسم في أول القائمة ويليها الكتابة والتصوير.
أرسم الوجوه وأحاول التدقيق في القسمات والملامح، واعتبر الإتقان هاجسي حتى أصل في رسمي إلى الصورة التي تجعل المتلقي يقف أمامها في حيرة، هل هي رسم أو صورة فوتوغرافية، لأن الجمال في الصورة يكمن في الدقة والتقاط اللمحات الهامة، وهذا هو الابداع.
ماذا عن مشاركاتك؟
شاركت في العديد من المناسبات والمهرجانات، كما أمارس الرسم المباشر في المعارض مع فريق همسات الثقافي، شاركت في مديرية الشؤون الصحية بالدمام، ومعرض عبير الأحساء المقام في مهرجان التمور.
أرسم مع عرض لوحاتي في أتيليه الفن، وفي الحرس الوطني وجمعية الثقافة والفنون، وغيرها الكثير.
ومازلت أحلم بمشاركات أكبر، عربية ودولية، وأمثل وطني في المحافل الكبيرة إن شاء الله.
كيف ترين دور وزارة الثقافة في دعم الفنانين؟
وزارة الثقافة تبذل جهود جبارة، من حيث دعم الفنانين وإتاحة الفرصة لهم للخروج بشكل مهني، لكن يبقى السعي والاحتواء مهم جدًا.
فما زلنا بحاجة إلى توسيع دائرة المشاركات وفسح المجال لفئات أكبر من الفانين، للاستفادة من الموارد المتاحة، وتكثيف الدعوات واللقاءات التي تزيد من نسبة التعارف.
كما أتمنى أن تعد قوائم بأسماء الفنانين والفنانات من مختلف المناطق، ودعوتهم في ملتقيات خاصة بالفن، فمع الأسف دائما ما تكون المعارض الفنية على هامش الفعاليات، أو تكون مصاحبة أو جانبية وسط المهرجانات.
وكثيرًا ما تقحم مع تراكات الأكل أو المبيعات، مما يضعف وجودها ويجعلها محطة عبور سريعة للزوار، فتخصيص الفعالية والإعلان عنها سيجعل الفئة المرتادة فئة مهتمة ومحبة للفنون.
نشاهد في الفترة الأخيرة اهتمامًا كبيرًا بهذا الجانب، وحرص من الجمهور على اقتناء اللوحات لتزيين منازلهم او مشاريعهم الخاصة .
ما هو أكثر ما يؤرقك؟
أكثر ما يؤلمني، وربما يشاركني هذا الهم الكثير من الفنانين والفنانات، هو التجاهل والإهمال والاقصاء من المهرجانات الكبيرة، أو المعارض العربية والدولية أو داخل السعودية.
حتى تقديم الدعوات للحضور للمشاركة، فمازال الفنان يتكبد ذلك على نفقته الخاصة، على الرغم أن الكثير تصله دعوات وأسماء مكررة.
أتمنى النظر في ذلك من قبل الجهات المعنية مشكورة، فتوسيع الأفق يجعلنا أكثر رحابة.
كلمة أخيرة؟
أشكر المملكة على كل ما تقدمه لإسعاد المواطن والمقيم، وأتمنى منح الفنون فرصة لتثبت أنها تجارة رابحة، ورافد اقتصادي وثقافي مهم لا يمكن الاستغناء عنه.