الأجهزة الذكية ليست لها آثار ذكية على الإنسان خصوصًا الأطفال، بل إنها تؤثر سلبًا على ذكاء الأطفال وتفاعلهم وتعليمهم في المدارس.
هذا الرأي تسانده اليوم مؤسسات علمية في دول غربية متقدمة وتسنده مشاهدات نلحظها في مجتمعنا من تراجع نباهة الأطفال، كلما ازداد تعلقهم بالأجهزة مقارنة بأقرانهم الذين يُمنعون عنها.
ففي هولندا دعت الحكومة الأسبوع الماضي إلى حظر الهواتف المحمولة والساعات الذكية في المدارس الثانوية؛ لأنها تشوش على تعلم الأولاد.
وطلبت من إدارات المدارس الاتفاق مع المعلمين وأولياء الأمور والتلاميذ على لوائح داخلية، تقضي بمنع هذه الأجهزة في الفصول الدراسية بدءًا من (يناير) المقبل.
صحيح أن الجيل الحالي المولود من بعد العام 1997 الذي يُعرف إعلاميًا بأنه الجيل «Z»، يبلغ تعداده نحو 2.5 مليار من إجمالي سكان كوكب الأرض، وصحيح أنه مشهور بقدرته الفائقة في التعاطي مع كل ما هو تكنولوجي ورقمي أكثر ممن درس العلوم، وصحيح أيضًا أن الأرقام تفيد بأن 60 في المائة من الجيل «Z» اللاحق لجيلي «Y» المولود بعد 1981 وقبله جيل «X»، غير قادرين على البقاء دون إنترنت لمدة أربع ساعات أو أكثر، وصحيح كذلك أن 55 في المائة منهم تحبذ شراء الملابس على الإنترنت، ويشتري 53 في المائة الكتب والألعاب والأجهزة الإلكترونية بالطريقة ذاتها. لكن العلم أيضًا يؤكد اليوم أن ثمة أدلة متزايدة على أن للهواتف الذكية تأثيرًا سلبيًا على تركيز التلاميذ؛ ما ينعكس سلبًا على أدائهم، فضلًا عن شخصياتهم.
ورأيي أن قرار الحكومة الهولندية بشأن منع الهواتف في المدارس خطوة ذكية لزيادة تركيز الأطفال في المؤسسات التعليمية التي تحتاج إلى طرق ذكية في تحفيز إبداع وتفاعل الأطفال لا إلى أجهزة ذكية.