انخفض معدل نمو أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الشهر الماضي بأبطأ وتيرة له منذ أكثر من عامين، بدفع من سوق السيارات المستعملة، التى جرى التعامل فيها بأسعار أرخص ثمناً من ذي قبل، وانخفض التضخم بشكل حاد من ذروته التي تجاوزت 9٪ في يونيو 2022، ما يجعل القراءة الأخيرة تمثل أبطأ وتيرة منذ مارس 2021. ولهذا الانخفاض عدة تفسيرات ونتائج أوضحتها شبكة "بي بي سي" البريطانية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه، كالآتي:
تشير الأرقام إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة المتعاقب قد تسبب في انخفاض الأسعار. ومع ذلك، لا يزال المحللون يتوقعون أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا الشهر. وحول ذلك، قال بريان كولتون، كبير الاقتصاديين في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني: "إن تباطؤ التضخم لشهر يونيو كان في الحقيقة مجرد خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح".
وذكر كولتون: "في سياق سوق العمل الذي لا يزال ضيقًا ونمو الأجور الثابت، فإن مخاوف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة بشأن استمرار التضخم لن تختفي".
على الجانب الآخر، قالت وزارة العمل الأمريكية إن ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة في يونيو كان مدفوعا بارتفاع تكاليف الإسكان.
في المقابل، انخفضت أسعار السيارات والشاحنات المستعملة، بينما انخفضت تكلفة المواد الغذائية مثل اللحوم والحليب والبيض، وهو ما يعني تخفيفًا من الأعباء من على كاهل المستهلك، في ظل معاناة الأسر التي كانت تكافح مع ارتفاع فواتير البقالة بعدما عطلت الحرب في أوكرانيا الإمدادات الغذائية العالمية.
وتؤكد الأرقام على التقدم السريع نسبيًا الذي حققته الولايات المتحدة في الحد من زيادات الأسعار، خاصةً بالمقارنة مع المملكة المتحدة، التي بلغ التضخم فيها 8.7٪ حتى مايو على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة.
وعلق داني بلانشفلاور، العضو السابق في لجنة تحديد الأسعار في بنك إنجلترا المركزي، والذي يعمل أستاذًا للاقتصاد في دارتموث بقوله: "إن الاقتصاد الأمريكي يعد أكثر ذكاءً من نظيره في المملكة المتحدة".
وأوضح سبب ضرر الاقتصاد البريطاني، وهو "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما جعل الأمر أكثر صعوبة على الشركات للقيام بأشياء مثل تبديل سلاسل التوريد لبدائل منخفضة التكلفة".
وفي الولايات المتحدة، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة من ما يقرب من الصفر إلى 5٪ منذ مارس من العام الماضي في محاولة لتهدئة الاقتصاد وتخفيف الضغوط التي كانت تدفع الأسعار للأعلى.
وأشار القائمون على سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنهم من المرجح أن يرفعوا أسعار الفائدة مرة أخرى هذا الشهر ويتوقع الكثيرون زيادات أخرى في وقت لاحق من العام.
وأشار المسؤولون إلى مخاوف بشأن ما يسمى بالتضخم الأساسي، حيث يستبعد هذا المقياس تكاليف الغذاء والطاقة، والتي يمكن أن تختلف من شهر لآخر. وأظهر التضخم الأساسي علامات التباطؤ بوتيرة من شأنها أن تبقي التضخم أعلى من هدف البنك البالغ 2٪.
لكن البيانات الأخيرة من وزارة العمل الأمريكية أظهرت أن التضخم الأساسي كان أقل من المتوقع، وارتفع بنسبة 0.2٪ فقط بين مايو ويونيو، وهي أصغر زيادة منذ أغسطس 2021. بينما، تباطأ التضخم الأساسي إلى 4.8٪ في العام حتى يونيو، من 5.3٪ في 12 شهرًا حتى مايو.