في عام 1975م، كان الأسطورة البرازيلي بيليه في الرابعة والثلاثين من عمره، وعلى أبواب التقاعد عندما نجح نادٍ مغمور في الولايات المتحدة الأمريكية اسمه نيويورك كوزموس New York Cosmos في جذب أعظم لاعب كرم قدم في العالم حينها.
ولأن كرة القدم كانت رياضة خاملة في أمريكا، بدت المفاوضات أصعب مع بيليه؛ لاسيما مع دخول يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني على خط المنافسة. تردد النجم البرازيلي الفائز بكأس العالم ثلاث مرات؛ لتأتي نصيحة الإنجليزي كلايف توي المدير العام لنادي كوزموس حاسمة، «إذا ذهبت إلى أنديةٍ كبيرةٍ في أوروبا، فكل ما يمكنك فعله هو الفوز ببطولة. لكنك إذا جئت إلى هنا ستفوز بمحبة أمريكا كلها».
خلال عامَين فقط، نجح بيليه في تحويل «كرة القدم» في الولايات المتحدة من رياضة بالكاد يهتم بها أي شخص إلى رياضة تجتذب حشودًا بالآلاف، تغصّ بهم المدرجات. فاز ببطولة دوري كرة القدم في أمريكا الشمالية وفتح الباب أمام مجموعة من النجوم الآخرين، بما في ذلك الهولندي يوهان كرويف والألماني فرانز بكنباور والإنجليزي جورج بيست، للعب في الولايات المتحدة. يقول كلايف توي في حديثه إلى وكالة الأنباء الفرنسية بعد يوم من وفاة بيليه نهاية ديسمبر الماضي «إن الأمريكيين الذين يلعبون الآن لأندية أوروبية كبرى مدينون لبيله وإرث بيليه، الذي جعل كرة القدم مهمة في بلد لا يعرفها».
هذه المشاهد عادت إلى الأذهان مع بث مراسم الاحتفاء المهيب لتقديم قائد بطل كأس العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي رسميًّا مع نادي إنتر ميامي الأمريكي، في حفل حضره 20 ألفًا من المشجّعين وشاهده مئات الملايين على البث المباشر.
ديفيد بيكام وهو شريك في ملكية ميامي، اعتبر حضور ميسي حلمًا بات حقيقة، فيما عدَّ دون جاربر، مفوّض رابطة الدوري الأمريكي، وصول ميسي، فرصة لنشر قوة وتأثير كرة القدم المحترفة في جميع أنحاء العالم.