المملكة العربية السعودية لها مكانة رائدة مؤثرة على الصعيد الدولي إجمالًا، والإسلامي على وجه التحديد، وهو ما ينعكس على طبيعة علاقاتها وشراكاتها مع بقية دول العالم التي تستدرك هذا الواقع، وتبني على أسسه ركائز علاقات مميّزة وشراكات متينة تحرص على استدامتها مع المملكة منذ مراحل تأسيس هذه البلاد المباركة، وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظهما الله».
تعكس زيارة فخامة الرئيس التركي للمملكة، استشعار فخامته لدورها القيادي في العالم الإسلامي ومكانتها العالمية، وإدراك تركيا أهمية توطيد علاقاتها مع المملكة وتطوير التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدَين في جميع المجالات.. وقد حظيت زيارة سمو ولي العهد -يحفظه الله- إلى تركيا تلبية لدعوة الرئيس التركي في يونيو 2022، باهتمام واسع من المجتمع الدولي، حيث أكد خلالها قادة البلدين عزمهما على مواصلة تطوير العلاقات الثنائية على أساس الأخوة التاريخية، لخدمة المصالح المشتركة للبلدين والشعبين ومستقبل المنطقة، كما يسعى البلدان إلى التعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر؛ حيث وقّعا اتفاقية في هذا المجال، كما أقاما منتدى الأعمال والاستثمار التركي - السعودي في شهر ديسمبر الماضي؛ بهدف إبراز فرص التعاون الواعدة للشركات التركية في المشاريع الضخمة التي ستطرحها المملكة في نطاق رؤية 2030.
مما يعكس حرص الجمهورية التركية على توطيد العلاقات مع المملكة، أنها دعمت ترشّح الرياض لاستضافة معرض إكسبو 2030، إضافة لدعمها جهود المملكة في مجال التصدي للتغيّر المناخي ومبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، وفي مشهد موازٍ تصدَّرت المملكة العربية السعودية قائمة المانحين في الاستجابة لزلزال تركيا هذا العام؛ حيث سيّرت بتوجيه من القيادة الرشيدة «يحفظها الله»، جسرًا جويًّا للمساعدات الطبية والإغاثية، ونظّمت حملة تبرعات شعبية، ووقّعت عقود مشاريع لصالح متضرري الزلزال بأكثر من 48.8 مليون دولار.. وهو ما يلتقي مع منهجية ثابتة للمملكة في الاستجابة لكل طارئ يقع بمشارق الأرض ومغاربها.
المملكة العربية السعودية.. أرض العزة والسلام.. بلاد القيادة ووطن الريادة.