من اللوحات الطبيعية والتقليدية التي تزخر بها المملكة، استوحت الفنانة البصرية الفرنسية، دلفين دينيرياز، عملها الفني "الواحة"، من خلال جولتها في السعودية، والتي تعرفت من خلالها على الكنوز الطبيعية والتقليدية في المملكة.
رسمت دينيرياز لوحة منسوجة بمقاس 1000x100 سم، استخدمت فيها بقايا قطع قماشية من الخيام، إذ حصلت عليها خلال زيارتها للأسواق الشعبية في الرياض، يعرض هذا العمل الفني في معرض "أماكن منسوجة" المقام بمركز "فناء الأول" في حي السفارات بالرياض ويستمر حتى 30 يوليو 2023.
قطع قماشية وأنماط مميزة
وفي حديثها لـ"اليوم" أوضحت دينيرياز أنه خلال زيارتها للرياض بعدما انبهرت بما رأته من صور ومناظر سواء في الأسواق الشعبية أو طبيعة المنطقة، لكونه لا يوجد أماكن مماثله في فرنسا.
بدأت عملية البحث بقراءة مجموعة من الكتب في المكتبات الوطنية والكبيرة، وجمع القطع القماشية وتحديد الأنماط التي ستعتمد عليها في عملها الفني، وكانت فكرتها الأساسية هي احتواء العمل على جميع الأنماط المميزة التي رأتها، مشيرة إلى أن القطعة استغرقت حوالي 300 ساعة، وأكثر من 15 نوع من القماش المعاد تدويره.
"النخيل" عنصر أساسي في العمل
وبشأن ما ألهمها للعمل على قطعة مستوحاة من السعودية، وقالت: "كنت أرغب في العمل على النخيل كعنصر أساسي في عملي الفني، وكوني من جنوب شرق فرنسيا، فنحن أيضا يتواجد لدينا نخيل، لذا وجدت أن هذه نقطة مشتركة بين البلدين، هذا بالإضافة إلى رغبتي بالعمل على النمط المعماري المتواجد في المملكة".
وأضافت: "كانت السعودية بمثابة مكان غامض بالنسبة لي، وكان جميل أن اكتشفه بنفسي واكتشف كل ما يتعلق بهذا البلد، وما أعجبني هو التقدير الحقيقي للتراث والآثار التي تحملها هذه الأرض، إضافة لوجود الجانب العصري والذي أيضا يحمل مرجعيات لتراث وحضارة المملكة".
تقديم الرموز البسيطة كقطعة فنية
وتحدثت دينيرياز حول أعمالها بشكل عام، قائلة: "دائما ما أعمل على الأنسجة بمختلف أنواعها، وكلما كان القماش مستهلك كان أفضل بالنسبة لي لأن ذلك يعني أنه يحمل العديد من القصص والمعاني، ويتيح لي تدويره وإعادة استخدامه، وما يعجبني أن الأقمشة متواجدة في كل بقعة بالعالم ما يجعلها عنصر عالمي، كما أركز في أعمالي على الرموز البسيطة وأقدمها لتكون قطعة فنية بصرية، وعادةً ما أقوم برسومات تجريبية قبل أن أحيك العمل".
وعن المشهد الفني في مدينة الرياض، أشارت دينيرياز أنها ليست المرة الأولى التي تزور فيها المنطقة، ومنذ المرة الأولى لاحظت المشهد الفني العظيم والمتنوع، إضافة للاهتمام المتزايد بالفنون بأنواعها.
وقالت "لاحظت أن الفنانين السعوديين متجهين للفنون الحديثة وفي نفس الوقت تحمل لمحات من تاريخها وتراثها وتبرزه بطريقة عصرية متجهة للمستقبل، مما يشكل دمج مثالي بين التاريخ والحضارة والمستقبل، كما أرى أنه المشهد الفني في السعودية متجه للعالم بشكل كبير ورائع".