«أحلام صغيرة» هو عنوان معرض أقامته الفنانة الشابة مريم الشملاوي قبل أيام في أحد المجمعات بالخبر، تتمثل فيه بساطة التعبير عن الفكرة والتأكيد على جوانبها الفنية. الشكل العام للمعرض تغلفه الشاعرية التي ربما تكون جزءًا من شخصية الفنانة في صياغتها المبسطة للتعبير عن ذاتها واهتماماتها الفنية والاجتماعية في هذه الفترة من عمرها.
أعمال تشغلها بكثير من الاهتمام، اهتمام بالتفاصيل وتحقيق الفكرة التي استلهمتها من بعض قصائد محمود درويش، بل إن عنوان المعرض هو عنوان إحدى القصائد. اهتمت مريم بالتعبير عن مشاعر أنثوية وحالات لحظية تعيشها الفتاة مع نفسها متأملة وأحيانا شاردة مع طموحاتها وأحلامها وأمنياتها. لا تركن كثيرًا إلى حال انفعال أو لنقل افتعال. الحالة التعبيرية بقدر البساطة التي تحقق معها لوحتها المشغولة بوجه فتاة أو أكثر. تتماثل أو تتقابل الوجوه المتشابهة أحيانًا في حالين، فالإغماضة تقابلها يقظة والشرود تقابله صحوة، هي هنا كمن ترسم حالتها أو حال أنثى. هي وسيلة تعبيرها في هذه المرحلة المبكرة من عمر تجربتها، معها تهتم بالتلوين الذي يمكن ان يضفي على لوحتها حيوية اللحظة أو حيوية الشباب. تستفيد في معظم الأعمال من الصورة الفوتوغرافية في تقنيات الطباعة الحديثة أو معالجات الديجيتال وتبدو التبقيعات اللونية أو المعالجات على نحو ظاهر في بعض الأعمال.
كما تبدو تأثيرات مشاهداتها للأعمال الفنية المرفقة غالبا مع بعض القصائد والأعمال الأدبية والتي تنشرها بعض المجلات والمطبوعات الملونة أو حتى المطبوعة بالأسود والأبيض، لكنها أيضا تجود في رسمها للوجه كما تهتم باختيار الزاوية التي تلتقط أو تختار معها المشهد وعلاقات العناصر المحيطة. فترسم شعر الفتاة ليسهم في تشكيل وتكوين اللوحة، كما تضيف أحيانا بعض التشكيلات الكتابية لأجزاء من اللوحة تعبيرا وتأكيدا على الفكرة.
المعرض في عمومه يقدم وجها فنيا واعدا، وهذا المستوى المبكر في عمر الفنانة الشابة يدعو للتفاؤل، بجانب اهتماماتها الأدبية والمعرفية.