قيادة المملكة العربية السعودية «يحفظها الله» لها نهج راسخ في ركائز التعاون مع دول الجوار والدول الصديقة بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز أواصر وأطر التعاون المستديم الذي يرتقي بجودة الحياة ويحدد مسارات وآفاق أبعاد هذه الشراكة بما يلتقي مع مكانة القيادة الرائدة للدولة وتأثيرها على المستويَين الإقليمي والدولي.. وعليه تحرص قيادة المملكة على استضافة اللقاءات التشاورية لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بهدف تبادل وجهات النظر حول مستجدات القضايا الإقليمية والدولية بما يخدم مصالح دول ومواطني مجلس التعاون.
استضافة المملكة العربية السعودية للقاء التشاوري الـ18 لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تأتي انطلاقا من دورها القيادي وإيمانا منها بأهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك، كما تعكس استضافة المملكة للقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى (C5) بالتزامن مع اللقاء التشاوري حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -يحفظهما الله- على توثيق العلاقات بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى (C5) ورفع مستوى التنسيق بينها حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
تجمع دول مجلس التعاون الخليجي ودول الـ (C5) روابط مشتركة كونها دولا إسلامية تحظى بعضوية منظمة التعاون الإسلامي وتجمعها قيم مشتركة وروابط تاريخية، كما تمتلك موارد كبيرة من النفط والغاز، تؤهلها للعب دور مؤثر في أمن الطاقة العالمي.. وتكمن أهمية انعقاد القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى (C5) في كونها الأولى من نوعها، وأنها تعكس انفتاح دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي بهدف تعزيز مكانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عالميا، كما يعكس انعقاد القمة الخليجية مع دول الـ (C5) في المملكة تقدير الدول المشاركة لمكانة المملكة على المستوى الخليجي والإسلامي والدولي، والتزامها بتأسيس شراكة إستراتيجية مستقبلية طموحة بين دولهم، من خلال خطة عمل مشتركة في مجالات الحوار السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي والاستثماري.
لقد نجحت رؤية خادم الحرمين الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك في تفعيل الدور الإستراتيجي لمجلس التعاون إقليميا وعالميا، كما أسهم دعم سمو ولي العهد لجهود تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة في تجاوز العديد من التحديات والأزمات التي تواجهها دولها، والتركيز على تحقيق تطلعات شعوب المنطقة نحو مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والتنمية والتكامل الاجتماعي، وتعميق الشراكات الثنائية والمتعددة.