لمحبي المغامرة وهواة التخييم إليك وجهة مثالية لرحلتك، تجدها على جانب أعلى جبل في المملكة تقع منطقة "السودة" التي ترتفع عن سطح البحر بحوالي 3000 متر، وتكسوها جبال العرعر ويغطيها الضباب طوال العام.
استطاعت منطقة السودة أن تصبح وجهة سياحية رائعة للتخييم وهواة المشي والتسلق الجبلي، لما تتمتع به من طقس لطيف، إذ تتسم أجواءها بالبرودة صيفاً وتتساقط عليها الثلوج في فصل الشتاء.
وتعد "السودة" وجهة مناسبة لممارسة العديد من الأنشطة الفنية والفعاليات الرياضية خلال فترة الصيف، فهي تتميز بالأنشطة السنوية بطابعها الثقافي.
وعند زيارتك لمنطقة السودة استكشف الأماكن الساحرة الموجودة بالجوار مثل قرية رجال ألمع وقصر آل أبو سراح، وقرية طبب التاريخية (قصور آل المتحمي)، وقرية الحبلة التي يمكن الوصول إليها بالعربات المُعلقة (التلفريك).
قرية رجال ألمع
تحت ظلال الجبال تقع غرب السودة، قرية رجال ألمع التاريخية التي تتنوع فيها الفعاليات وتضم مجموعة مميزة من الأسواق الشعببية، وهي أحد أهم المحطات المهمة للتجار والحجاج المسافرين شمالاً بين مكة والمدينة.
أهم ما يميز "رجال ألمع" الطابع المعماري خصوصًا المباني الحجرية المزينة بالنوافذ البيضاء والأبواب الخشبية المزخرفة، ووسط هذه الطبيعة الساحرة يبرز متحفها الذي ينبض بحكايات وقصص هذه المنطقة عبر التاريخ.
يمكن التمتع بمشاهدتها من خلال النزول عبر "التلفريك" من السودة إلى رجال ألمع ثم الانتقال بالباص السياحي إلى مقر القرية، وتناول الطعام في مطاعمها ذات الإطلالة الخلابة، على وديان عسير الخضراء.
منتزه عسير الوطني
"عسير" هو أول متنزه وطني في المملكة، تم افتتاحه عام 1980م على مساحة 4500 كيلومتر مربع ليمتد إلى ساحل البحر الأحمر.
تجد في المنتزه مسارات للمشي تعطيك فرصة للتجول بين الأودية الضبابية التي تطل على القرى الصغيرة بمزارعها المتدرجة، وهناك بعض الأماكن التي تصلح للتنزه والتخييم وممارسة رياضة الطيران الشراعي.
ويضم منتزه عسير مجموعة من الحيوانات النادرة منها النمور العربية المهددة بالانقراض التي تعيش في التلال العالية رغم ندرة مشاهدتها، ولا يفوتك أيضا الاستمتاع بمشاهدة الطيور والنسور التي تحلق وسط الضباب وبين المرتفعات الشاهقة.
جولات المغامرة
ولاكتمال المتعة هناك بعض الأنشطة الخارجية منها ركوب عربات التلفريك فوق سفوح الجبل، ومن أكثر الأنشطة رواجاً هو جولات الدراجات الجبلية، وركوب الخيل والطيران الشراعي فوق الوديان.
لا يفوتك الاستمتاع بكل هذه التفاصيل وأكثر، لترى سماؤها الصافية الخالية من التلوث، فهي من أفضل الأماكن للتخييم ومراقبة النجوم، خاصةً مع صف من الأبراج السمائية الظاهرة للعين.