نبدأ عاماً جديداً، عام 1445 من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فقد غيّرت هجرة المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وصاحبه الصديق - رضي الله عنه - مسار التاريخ، وتظل عبارة «ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما».
نحتاج مع بداية كل عام إلى تطوير وتغيير مسارنا في السعي نحو النجاح المنشود دنيوياً وأخروياً، فالعام الجديد يحمل مواسم خيرات عظيمة وعاماً دراسياً جديداً، ومشاريع نجاح جديدة ومتجددة، ولذلك كم أتمنى ألا تلهينا الإجازة وسهرها وصخبها عن استغلال بداية العام في إعادة مراجعة خططنا الماضية، هل نجحنا؟ هل تقدمنا؟ هل تراجعنا؟ وبناءً عليها نبني خطتنا الجديدة.
كم نجاحاً سنحقق؟
فمن سيبدأ الجامعة ما هي خطته لبناء معدله؟، فالمعدل تراكمي والفصول الأولى خطيرة وما بعدها مبني عليها، وكيف سيبني فكره؟، فمعدل بلا فكر لن يصنع الكثير، وفكر بلا معدل سيتعب الكثير، والتخطيط الدراسي ليس للطالب الجامعي المستجد فقط، بل حتى للطالب الذي بدأ، فكل شيء يمكن تعويضه، وكذلك طالب الثانوية يجب أن يستعد للنسبة الموزونة المبنية على اختبار القدرات والتحصيلي ونسبة الثانوية التراكمية، فنسبة 99 بالمائة في الثانوية قد تكون مخادعة في كثير من الأحيان.
أيضاً من هو في الوظيفة، ما هي مشاريعه للتطور والتقدم، كم مشروعاً سينهي؟ وكم كتاباً في مجال التخصص سيقرأ؟ وعلى كم ساعة تدريبية سيحصل؟ فمن لا يتقدم يتقادم، وقد تكون الخبرة التي يتفاخر بها البعض معيقة لصاحبها، فقد تكون سنة طوّر فيها نفسه قبل أعوام وأصبحت تتكرر بلا جديد.
أيضاً على المستوى الأسري، ما هي خططنا للمحافظة على هذا الكيان العظيم؟ وما هي خططنا للنجاح مع أفراد هذا الكيان الذين ولّانا الله مسؤوليتهم، فالنجاح ليس بتوفير الأكل والشرب والمسكن فقط مع أهميتها، بل هناك أمور أكبر وأهم ببناء شخصياتهم، والقيام بالرعاية المطلوبة من أجل مساعدتهم على مواجهة الحياة، وصديقك مَن صدقك لا مَن صدّقك.
أيضاً على المستوى العام، نحتاج تقدماً لا توقفاً، ونحتاج «هذا أنا» لا «أنا كنت»، ولذلك لا بد من مراجعة الأخطاء، والتطوير وزيادة الرصيد في كل مجال من المجالات.
جعل الله هذا العام عام خير وبركة وسداد وتوفيق لنا ولوطننا ولمَن نحب ويحبنا.