تلك الفئة التي حُرمت من حنان الأمهات وعطف الآباء، تلك الفئة التي لا تجف دموعها لفقدان العنصرَين المُهمَّين في الحياة أو أحدهما، تلك الفئة التي تتمسك بالقشة على أنها عِوض عن الأم أو الأب، تلك الفئة التي حُرِمت من رعاية الأسرة، ولكن رب العزة والجلال لا يأخذ شيئًا إلا وعوَّضه بشيء آخر.
وعن رعاية هذه الفئة، تظهر في الأفق مَن يعوّضهم ويعتني بهم، ويأخذ بأيديهم حتى يصلوا إلى بر الأمان، ويتفاعلوا مع بقية المجتمع، يجتمع في أذهانهم الدعاء لوالديهم بالمغفرة والرحمة، نجلاء بنت عبدالرحمن البراك، إحدى سيدات المجتمع في مدينة الخبر، وضعت نفسها لخدمة هذه الفئة، وتبنّت مجموعة من الأيتام كأبناء لها، شملتهم بالرعاية والاهتمام، ومسحت دموعهم من أعينهم، وكانت الأم الحنون والأب العطوف.
تقول نجلاء: أشعر بسعادة بالغة حينما أكون معهم، فأنا أذهب إليهم وأشاركهم في الطبخ وعمل الحلويات، وآخذهم في رحلاتٍ خارج المدينة، وألعب معهم، وأقضي معهم جُل النهار، وأتعهّدهم بكل ما يحتاجون.
وتضيف نجلاء: إنني أُحضرهم إلى منزلي ليقضوا معي يومًا كاملًا، وقد تقدمت للجهات المسؤولة بأن أحضر في منزلي طفلًا أو طفلة، وتمكث أيامًا أو أسابيع أو شهورًا. وقد قامت عدد من المشرفات والموجّهات الاجتماعيات بزيارة منزل والدي، واطلعوا على المنزل وروعته، وما يحتويه وفق التطور العصري.
وتضيف نجلاء: على سيدات المجتمع في المنطقة الشرقية أن تكون رعاية الأيتام جزءًا من اهتماماتهن؛ لأنها فئة محتاجة إلى العطف والاهتمام، وقد قال تعالى في محكم كتابه: (وأما اليتم فلا تقهر).
وأنا هنا، ومن خلال مقالي هذا، أدعو الشؤون الاجتماعية، وعلى رأسها معالي الوزير «وفقه الله» أن يكون هناك تكريم لمَن نذروا أنفسهم؛ ابتغاء مرضاة الله، والعناية بهذه الفئة الغالية على نفوسنا.
نعم.. يجب تكريم أمثال نجلاء عبدالرحمن البراك؛ لأنهم من فئة مَن نذروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله ورعاية الأيتام.