قال مستشار الموارد البشرية خالد الشنيبر، إن برنامج تنمية الموارد البشرية الذي أُعلن عنه أخيرًا يُعد أحد أهم برامج رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن البرنامج سيعمل على تقليص الفجوة بين متطلبات سوق العمل ومخرجات التعليم خلال فترة زمنية قصيرة.
وأكد الشنيبر في حوار مع "اليوم"، وجود تسارع اقتصادي كبير في المملكة، وآخر بالوتيرة ذاتها في المتغيرات الناشئة على التخصصات الأكاديمية الجامعية.
خارطة طريق
نصح الشنيبر حديثي التخرج من المرحلة الثانوية بالإطلاع على وثيقة رؤية المملكة، وبرنامج التحول الوطني، موضحًا أن ذلك الأمر يمثل خارطة طريق تسهم بشكل كبير في التوجهات الاقتصادية، وتساعد على اختيار التخصصات المناسبة والفرص المتاحة والموائمة لسوق العمل.
الذكاء الاصطناعي.. إيجابي
أضاف الشنيبر "لا توجد تخصصات معينة ومفضلة للتوصية على اختيارها، ولكن بشكل عام تعتمد على تقييم الطالب نفسه، فعلى سبيل المثال عندما تكون المنطقة صناعية، بالطبع سيكون الأفضل اختيار تخصصات تمثل المسار نفسه ولها علاقة بطبيعة الوظيفة، وكذلك الحال عندما تكون بعض المناطق سياحية سيكون لها مزايا تنافسية أيضًا في فرص العمل".
وتابع، "في اعتقادي كل تخصص فيه جانب تقني سيكون مهمًا جدًا".
وعما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا حقيقيًا للوظائف البشرية، قال: "طبيعة الوظائف أنها تتغير بحسب الظروف والتطورات المتسارعة، وفي اعتقادي أن الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديدا للعنصر البشري، بل سيسهم ربما في ولادة وظائف أخرى، وحتى افتراضًا لو أدى ذلك إلى موت وظيفة معينة، ستولد وظيفة أخرى".
وأردف: "مهما حصل، إذا كانت للإنسان قابلية في المتغيرات فلا خوف عليه، وإذا ما انتشر الذكاء اصطناعي فلماذا لا نعمل نحن على محاكاة ذلك؟، ولذا فإن برنامج القدرات البشرية مهتم بدراسة كل المتغيرات والتطورات التقنية على مستوى العالم، وأي فقدان للوظائف سيقابله ولادة وظائف جديدة، الأهم أن يعمل الفرد على تطوير مهاراته الشخصية".
#صحيفة_اليوم | #المملكة_اليوم#تطوير_الجامعات.. قرارات استباقية لمواكبة #سوق_العمل وسد فجوات التعليم #صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم https://t.co/67X3GclIEg pic.twitter.com/Tn3P2dMmDP— صحيفة اليوم (@alyaum) July 19, 2022
المهارة قبل الشهادة
كما أبدى الشنيبر تفاؤله ببرنامج تنمية الموارد البشرية، لأنه سيكون مقررًا أن يبدأ منذ مراحل التعليم، مشيرًا إلى أن بين مخرجات التعليم وسوق العمل علاقة تكاملية، وطالب في الوقت نفسه بالاعتماد على التطبيق العملي الميداني قبل أن تكون على قاعات الدراسة.
وأضاف: "نتحدث عن تخصصات ومهارات، لا يوجد تخصص بمفرده لوظيفة ما، لذلك فقد أصبح الاهتمام بالمهارات بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، فالتخصص الذي يدرسه الطالب الآن سيكون جزءًا من تخصص أكبر، الأهم هو كيفية قدرة الطالب وصاحب التخصص على التوسع في تخصصه، لا سيما التخصصات التي بدأت تستخدم التطور التقني والتكنولوجي.
تنمية المهارات اللغوية والشخصية
استطرد الشنيبر: إذا ما امتلك الطالب مهارات الذكاء الاصطناعي، فسيعمل على تطوير وتسويق نفسه بشكل أكبر، وبشكل عام أعتقد أن التطورات والتخصصات التقنية والتكنولوجية سيكون لها النصيب الأكبر من الاهتمام، لأن التفرعات منها كبيرة جدًا في السوق".
وأردف: "من الضروري جدًا تنمية المهارات اللغوية والشخصية، فالإنجليزية لغة الأعمال في الوقت الراهن، مع اعتزازنا باللغة العربية، وهي مؤثرة جدًا في التفضيل في المقابلات الوظيفية، وتركيبة الوظائف بعضها تعتمد على المهارات الناعمة بشكل أكبر من المهارات الصلبة، والعكس صحيح، وبعضها في الوسط، المهارات الصلبة تعني الخبرات العملية حتى الجزئية منها والدراسة التعليمية، أما الناعمة فهمي مكتسبة من المهارات الشخصية".
برنامج التلمذة المهنية
قال الشنيبر: "أبرز التحديات التي تواجه خريجي الجامعات، مرحلة ما قبل الانتقال لسوق العمل، رغم القرارات التطويرية التي اتخذتها الجامعات، فإننا لم نر أي استراتيجية خاصة بذلك، ولذلك طرحت شخصيًا أخيرًا برنامج التلمذة المهنية، لأنه لا بدّ أن يكون لدينا برامج واستراتيجية خاصة تعتمد على 3 محاور، هي التدريب التعاوني أو التطبيق الصيفي، والاعتماد على الميدان بعيدًا عن قاعات الدراسة لأنه سيعمل على تطوير مهارات وقدرات الطالب.
والمحور الثاني، إلزامية العمل التطوعي لما له من تأثير إيجابي على مهارات الطالب ومن أهم مستهدفات الرؤية زيادة الساعات التطوعية.
والمحور الثالث، سجل المهارات ودخول الطالب في الدورات والبرامج التدريبية بجانب شهادة التخرج الجامعية، لأنها ستساعده كثيرًا في توظيف حديثي التخرج وبالتالي تقلل من صعوبة التوظيف".
#صحيفة_اليوم | #ندوة_اليوم#التخصصات_المهنية..#الحل #الأمثل لـ #بناء #كوادر #مؤهلة لـ #سوق_العمل #صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم https://t.co/MSflzteBRC pic.twitter.com/WIgeUKehl2— صحيفة اليوم (@alyaum) July 24, 2022
قبول أي وظيفة
شدد الشنيبر على وجود فترة تطبيقية قبل تخرج الطالب في المرحلة الجامعية، لاكتساب خبرة عملية، وهذا يعود للجامعة في اختيار وتقييم الجهة التي تتولى التدريب لمدة 3 أو 3 شهور، مشيرًا إلى أنه يفضل أن تكون في آخر عامين قبل التخرج في الجامعة.
وحول اشتراط بعض جهات العمل وجود خبرة رغم حداثة تخرج الطلاب من المرحلة الجامعية، قال: "تتطلب الخبرة، لأنها وظائف قيادية عليا، ولكن هناك بالطبع وظائف عامة ومستوى أول، وبشكل عام أنصح خريجي الجامعات بقبول أي عرض وظيفي وبأي راتب، في أول 3 سنوات بعد التخرج، لأنها مرحلة تأسيسية وتدريجية، ومن المؤكد أنها ستعمل على تنمية القدرات والمهارات والخبرات".
الجامعات المحلية أفضل
تابع الشنيبر: "أجريت كثيرًا من المقابلات الوظيفية، وأرى أن مخرجات الجامعات المحلية أفضل بكثير من نظيراتها الأجنبية، تنبهر من المستويات التي يمتلكها الطلاب والطالبات وجاهزيتهم للسوق، أما خريجي الجامعات الأجنبية فقد يتفوقون في جانبين فقط، الغربة التي تجعل من الشخص يكتسب مهارات شخصية، بالإضافة إلى المهارات اللغوية".
وأضاف: "كثرة التنقلات الوظيفية أحيانًا تكون إيجابية وأخرى سلبية، المنافسة مطلوبة، ولكن الأهم إكمال واحترام العقد الوظيفي وليس الخروج كل 3 أو 6 شهور، خصوصًا إذا كان الانتقال بالتدرج إلى الأفضل والأعلى".
«شؤون الجامعات»:
تحويل 40 كلية نظرية إلى كليات تطبيقية تقدم دبلومات متوائمة مع سوق العمل
#صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم https://t.co/luLSQwvqmT pic.twitter.com/7mfDptnsBC— صحيفة اليوم (@alyaum) July 23, 2022
ضغوط اختيار التخصص
وعن ضغوط البيئة المحيطة بالطلاب والطالبات من الأسرة والأصدقاء لاختيار التخصصات الجامعية، قال الشنيبر: "كثير من المختصين في سوق العمل والموارد البشرية نوجه لهم هذا السؤال وتختلف الإجابات، أنا شخصيًا أرى أن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الطالب عند الانتقال للمرحلة الجامعية، أن يبني توجهه على مسار الأصدقاء والمقربين منه، حتى يكمل مسيرة التعليم معهم، ما يجعله يدخل في نفق مظلم، ويفشل، وثم يضطر إلى إعادة الدراسة في تخصص آخر وضياع سنوات أخرى في مسيرته".
وأردف: "توجد اختبارات عديدة في اختيار الميول والشغف المعين في مجال ما، أحيانًا يرى بعض الطلاب شخصًا ما كقدوة، ويحب أن يختار التخصص الذي كان يدرسه أو النماذج الناجحة في المجتمع، لذلك الأهم اختيار التخصص بدون ضغوط.
وتابع: في اعتقادي أن المدرسة يقع على عاتقها دور مهم وكبير في كيفية إبراز التخصصات، وذكر بعض الأمثلة لمخرجات بعض المدارس، وتحفيز الطلاب بزملائهم السابقين وذكر تجاربهم الناجحة، لذلك فإن تهيئة الطالب في المرحلة الثانوية مطلب مهم جدًا".