لفت نظري «مثقفون» عراقيون، وبعضهم صحفيون لامعون وباحثون وأساتذة، يرددون القصة المختلقة، أن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، صرع عمرو بن العاص، رضي الله عنه، في المعركة، فكشف عمرو عورته، فاستحى وكف عنه.
وهذه القصة مختلقة روَّجها المغالون الشعوبيون، في عهد العباسيين المعادين لمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص.
والذي يقرأ التاريخ بتمعّن يجد فيه الكثير من الدس، خاصة أن كثيرًا من التواريخ كتبت في عهد العباسيين والهيمنة الشعوبية الفارسية والتركية المعادية للعرب وبني أمية. وأول مَن اخترع هذه الحكاية نصر بن مزاحم المنقري في عهد العباسيين، وفي عز كرههم لبني أمية. وتوفي المنقري في عهد المأمون الذي منح الفرس سيطرة على الدولة. والمحققون يقولون إن المنقري مغالٍ كذّاب، يعني «مفبرك دجال» يؤلف الحكايات لوناسة الشعوبيين.
والكثير من الاختلاق والدس والتشويه يستهدف الشخصيات التي سجلت المجد العربي ورفعت العرب إلى السيادة والريادة، مثل كثير من الصحابة، وبالذات أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وكذلك خالد بن الوليد، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وغيرهم كثيرون، رضي الله عنهم.
ولأني أقرأ التاريخ بكثافة، أصبحت الآن أفحص ما يُقال وأقارنه بسلوك الشخصية وتاريخها ومكانتها، خاصة فيما يتعلق ببني أمية الذين تكالبت عليهم العجم والعرب المنافقون بالدس والتشويه والإهانة.
أولًا الحادثة المزعومة لعمرو بن العاص لا يرتكبها دهماء العرب، فما بالك بقادتهم. خاصة زعيما، مثل عمرو بن العاص، رسول قريش إلى الملوك، وفاتح فلسطين، ووالي الشام بعد أبي عبيدة بن الجراح، وفاتح مصر وحاكمها، وأحد قادة كتائب الرسول «صلى الله عليه وسلم». مجاهد ورجل دولة كتب اسمه في التاريخ متميزا بالدهاء والقيادة والحكمة والشجاعة.
ويردد كثير من المثقفين والإعلاميين العراقيين شعرًا لمظفر النواب يذكر هذه الحادثة، ومظفر النواب شعوبي، لا يتنفس إلا ويشتم العرب، وشيوعي ملحد وعربيد يتوج الكأس ربا لا شريك له. العجيب أن هؤلاء «المثقفين»، الذين يزعمون أنهم عرب، لم يكلفوا أنفسهم البحث عن صحة الحادثة وغيرها من القصص الغبية المدسوسة للنيل من القامات التاريخية العربية. ويبدو كثير منهم خمينيين خرافيين «يتونسون» على هذه الحكاوي المزيفة، ويخشون، أشد الخشية، معرفة أنها مختلقة وفبركات.
* وتر
العربي يشيد مجدًا في الأرض..
ومجدًا في الوجدان والقلب والنبض..
ويصنع شموسه، وأقمار السرى
فيما الظلاميون، صغارا ينهمكون، بنسج حكايات العتم.
@malanzi3