حذرت مستشارة التحول الرقمي، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، الدكتورة عبير الحميميدي، من البصمة الرقمية، والتي تمثل أي نشاط رقمي يقوم به المستخدم خلال اتصاله بالإنترنت أثناء مشاركة صور أو كتابة مشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من النشاطات التي تترك بصمة رقمية يمكن تتبعها للوصول إلى هوية الشخص الرقمية.
وقالت الحميميدي لـ"اليوم": "تعرف البصمة الرقمية أو ما يشار له بالظل الرقمي، بأنه أي نشاط رقمي يقوم به المستخدم خلال اتصاله بالإنترنت، حيث في كل مره يقوم بها الشخص بمشاركة صور أو كتابة مشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه يترك بصمة رقمية يمكن تتبعها للوصول إلى هوية الشخص الرقمية، وفي كل مره يزور أو يفتح حساب في أي من مواقع الشبكة العنكبوتية، فإنه يترك خلفه بصمة يمكن تقفيها، وذلك بتخزين هذه المعلومات في جهازه الشخصي أو في خوادم الخدمات التي يزورها، وتعتبر هذه المعلومات بيانات يستخدمها مزودين الخدمة عامة لتعديل طريقة عرض خدماتهم لك، وذلك وفقًا لتاريخ البصمة الرقمية المتوفر لك حتى تكون متوافقة مع تفضيلاتك وبالتالي يكون فرصة شراءك لها أكبر".
"كذلك تستخدمها الشركات لدراسة طبيعة تفضيلات المستخدمين وتوجهاتهم الحالية، كما يمكن تتبعها من قبل أي مستفيد يريد أن يطلع على هويتك الرقمية مثل شركات التوظيف أو الأجهزة الأمنية".
وأضافت "الحميميدي": "يتم تخزين وجمع معلومات البصمة الرقمية للمستخدمين بدون إشعار المستخدم، وذلك عطفًا على اتفاقيه سياسة الخصوصية التي وافق عليها الشخص خلال فتحه الحساب أو خلال تصفحه للموقع، ولا يملك المستخدم حق حذف هذه المعلومات، حتى لو أغلق الحساب أو حذف المحتوى".
وحسب ميثاق الخدمة يمكن الاستفادة من بيانات البصمة الرقمية، ولكن لا يحق للمستفيدين تعديلها أو التلاعب بها، ولكن يمكن ذلك بطرق غير شرعية قد تودي إلى خلق هوية مزيفة للشخص، وحيث أن التعديل على الهوية الرقمية سابقًا كان يتطلب مهارات رقمية خاصة، لكن مع طفرة الذكاء الاصطناعي أصبح استخدام أنشطة المستخدم لتزوير هويته الرقمية، بتعديل صوره أو تزوير محادثة صوتيه أو إيميل، بمتناول الجميع.
أهم الإرشادات لحماية البصمة الرقمية
ويمكن للمستخدم الاطلاع على جزء من بصمته الرقمية عن طريق البحث باستخدام اسمه على محركات البحث أو مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يلزم للمستخدم الحذر فيما يقوم بمشاركته أو زيارته خلال تصفحه للشبكة العنكبوتية، حيث أن هذه الأنشطة الرقمية وإن كانت ذكريات وتفاعل مع المجتمع الرقمي بالنسبة للمستخدم، لكنها بالنسبة للمستفيدين منها هي بيانات تحدد هويتك الرقمية.
كذلك يجب الحرص على إغلاق جميع الحسابات غير الفعالة أو التي انتهى الغرض منها، والتحقق من بنود سياسة الخدمة قبل الموافقة عليها أو الموافقة للمتصفح الذي تزوره باستخدام وتنزيل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز)، كذلك ضبط إعدادات المتصفح لحماية خصوصيتك، بحيث يتطلب الموافقة من طرفك على أي ارتباط بجهازك أو استرجاع معلومات.
ويجب أيضًا عدم الإفراط أو التوسع بمشاركة بياناتك الشخصية، مثل رقم الهاتف أو موقع وعنوان المنزل واقتصار ذلك على أضيق المطلوب، ويجب التفكير فيما سوف يتم نشره حيث أنه حال النشر لا يمكن التراجع عن ذلك، والأفضل اللجوء الى تعديل المحتوى عوضًا عن الحذف، وذلك لتسجيل بصمة إيجابية وتعديل النشاط السلبي السابق.
