في رحلتها الجادة للبحث عن كل مصدر للمخدرات ومن ثم إغلاق أبوابه، ما زلنا نشاهد العمليات المباركة لوزارة الداخلية المتتابعة هذه الأيام للقبض على المروّجين والمهربين ومحاسبتهم أشد حساب، وللأسف الشديد أنه لا يمر يوم تقريبا إلا ونسمع أخبارا مماثلة مما يعني أن هذه الآفة ما زالت موجودة وتشكّل خطرًا ولا يزال هناك من يحاول تجاهل جميع التحذيرات حولها بل ويدّعي تحدّيها!
ورغم أن وزارة الداخلية - بارك الله جهودها - ماضية في حملتها الشرسة ضد هذه الآفة إلا أنني أتساءل كل مرة أرى فيها خبرا للقبض على مروّجين للمخدرات، خاصة عندما يتم الإعلان بأنهم مواطنون: كيف لهم أن يكونوا حمقى إلى هذا الحد؟ وكيف لهم أن يستمروا ويتمادوا في الخطأ رغم كل التحذيرات التي قد توصلهم إلى ما يهدد حياتهم وهم غارقون في هذا المستنقع القذر؟ إن هذه الفئة إن لم تسارع في إدراك الخطر الذي ترمي نفسها فيه وتصر على الاستمرار، سيأتي يوم عصيب عليها لا محالة، فالذي نراه من تشديد وإصرار على ضرب هذه الآفة ومحوها من جذورها يؤكد أنه لن يفلت منها أحد، سواء كان مهربا أم مروجا أم متعاطيا.
وبكل صدق.. إن هذا الدور الكبير لتطهير بلادنا تماما من المخدرات وأضرارها النفسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية ليس دورا محصورا على جهات الدولة، وأخص بالذكر وزارة الداخلية التي لم تدخر جهدا في سبيل إتمام ذلك، وكذلك مكافحة المخدرات والأمن العام وحرس الحدود والأفواج الأمنية وإدارة المجاهدين الذين قاموا وما زالوا يقومون بجهود كبيرة لصد هذا البلاء عن أهلنا وبلادنا، لكنه وكحال أي منجز مهم، لا يمكن أن يتم دون تفعيل كافة الأدوار التكاملية لإنجازه، حيث لم ولن تكتمل الجهود إلا بتعاون كافة شرائح المجتمع من نساء ورجال في الإبلاغ عن أي تصرفات مريبة أو نشاطات مشبوهة حول المخدرات، وإيمانا بهذا الدور المهم أطلقت الجهات الأمنية حملتها الإعلامية تحت وسم «بلغ عنهم» لتحفيز الجميع على شرف التعاون بسهولة وأمان تام في هذه الحرب المباركة على المخدرات.