يومًا بعد يوم، يزداد ويتعاظم الاهتمام بالوسائل والأجهزة الرقمية، لدورها الفاعل في تسهيل الوصول إلى الخدمات في مختلف المجالات، وهو ما حذا بهيئة المكتبات لإطلاق مبادرة "مناول"، في خطوة تهدف لتعزيز القراءة والثقافة والمعرفة لدى مختلف شرائح المجتمع، مستندةً إلى فكرة نقل الكِتاب إلى القارئ في الأماكن العامة التي يتواجد فيها، من خلال جهاز ذاتي الخدمة، يمثل مكتبة مصغرة تتيح إعارة الكتب واستعادتها بشكل آلي.
من جهته أشاد المختص في شؤون المكتبات بدر السالم، بهذه المبادرة ودور هيئة المكتبات في تحقيق رؤيتها لتكوين مجتمع معلوماتي يشارك في بناء اقتصاد المعرفة، ويحقق أهدافه التنموية المستدامة.
وذكر السالم أن استخدام التقنية والأجهزة الرقمية، ساهم في نشر العلم والمعرفة إلى شرائح المجتمع بكل سرعة وسهولة، وشكّل توفر الأجهزة الذاتية لمبادرة "مناول" في الأماكن العامة، حافزًا قويًا للقراءة والاطلاع.
الاعتماد على التقنية الواعدة
وتابع السالم: "ألغت المبادرة المسافة بين القارئ والكتاب، بعد اعتمادها على التقنية الواعدة في الأماكن العامة، مما ساهم في خروج بحور الثقافة والعلوم والفنون من أروقة المكتبات إلى المهتمين بشكل أسهل، لتتيح لهم قضاء أوقات ممتعة ومفيدة".
يُذكر أن الهيئة استلهمت اسم المشروع من وظيفة "المناول" التي تعد من الوظائف الأساسية في المكتبات القديمة، كمكتبة "بيت الحكمة" التي أُنشئت عام 170هـ وتُعد أحد أكبر المراكز العلمية في العالم، واكتسبت شهرة كبيرة عربيًا وعالميًا، وكان لها دور كبير في نشر العلم والمعرفة، فيما يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات التي تتوافق مع رؤية الهيئة في تكوين مجتمع معلوماتي يشارك في بناء اقتصاد المعرفة، ويُفعّل دور المكتبات كمنارةٍ حضارية، ورافد ثقافي يسهم في إثراء المشهد الثقافي بالمملكة.