كشفت دراسة جديدة أن 5 محفزات تكنولوجية للابتكار تحقق مكاسب للشركات وهي: الشبكات السحابية المتعددة، والتكنولوجيا الطرفية، والبنية التحتية الحديثة للبيانات، ومفهوم العمل من أي مكان، والأمن السيبراني. ويُعد التعقيد في جميع المجالات تقريباً، أكبر حجر عثرة أمام إطلاق تلك الإمكانات.
وشارك في الدراسة 6,600 موظف من أكثر من 45 دولة مختلفة، مشيرين إلى أن الشركات واثقة من قوة ابتكارها في مواجهة التحديات العالمية.
5 تحديات تواجه الشركات
وفقا لاستطلاع أجرته الدراسة تتجلى الصعوبات ووائق التكنولوجيا العالمية للشركات أمام الابتكار في: تزايد تكاليف السحابة، والصعوبات في دمج بنية الأعمال الشاملة مع هيكل البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والوقت والمال واللازم لترحيل التطبيقات إلى بيئات السحابة الجديدة، وتهديدات الأمن السيبراني: إذ لا يمكن الابتكار باستخدام البيانات والأجهزة الطرفية غير الآمنة، وعدم وجود البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات التي تلبي وتعالج البيانات الطرفية.
تسريع خطى الابتكار
وأظهرت الدراسة أن رواد ومتبنِّي الابتكار في السعودية قادرون على تسريع خطى الابتكار خلال فترة الركود بمقدار 2.8 مرة مقارنة بغيرهم من المتقاعسين.
وأشارت الدراسة إلى أن مؤشر الابتكار يمثل فقط الفترة التي تم قياسها، إذ لا يزال بإمكان المؤسسات أن تحسن أداءها على هذا الصعيد من خلال تهيئة موظفيها وعملياتها وتقنياتها للابتكار.
ولفت أغلب المشاركين (93%) من المملكة العربية السعودية، إلى أن شركاتهم تتمتع بثقافة ابتكار نابضة بالحياة، إلا أن الدراسة على الرغم من ذلك، تُظهر فجوة واضحة بين تصور الشركات للابتكار وبين تحقيقه.
وبحسب الدراسة فإن للوقوف على مستوى نضج الابتكار في الشركات في جميع أنحاء العالم، تم تحديد معيار خاص بنضج الابتكار للمشاركين في استطلاع الرأي، يحدد مستوى الابتكار بين نقطتين، الأولى هي "رواد الابتكار" والثانية "المتباطئون في تبني الابتكار".
وتكشف نتائج الدراسة عن فجوة في تصور الابتكار على الرغم من النظرة الإيجابية للثقافات المبتكرة في الشركات، إذ يمكن تحديد 39٪ فقط من الشركات في المملكة العربية السعودية على أنها رائدة في مجال الابتكار ومتبنية له.
ووفقا للدراسة تحتاج المؤسسات إلى المساعدة لتتمكن من تطوير ثقافة ابتكار يمكن فيها لجميع الأفكار أن تحدث فرقاً، وتعمل على تشجيع التعلم حتى من خلال الفشل.
وتدرك الشركات جيداً هذا الأمر، وهي واثقة من قدرتها على تحقيق إنجاز ما على هذا المستوى.
ويعتقد 88 % من المشاركين في استطلاع الرأي أن الأفراد يختارون الانضمام إلى شركاتهم لاعتقادهم بأنه سيتم تمكينهم من الابتكار، وهذا بالطبع إنجاز كبير.
ومع ذلك، ينبغي على الشركات ضمان سد ثغرة الابتكار، حيث يعتقد 54٪ من المشاركين في الاستطلاع أن موظفيهم يغادرون لأنهم لم يتمكنوا من الابتكار بالقدر الذي كانوا يأملون فيه.
ويشير 56٪ منهم إلى أن جوانب ثقافة شركاتهم تمنعهم من أن يكونوا مبتكرين كما يرغبون أو كما يمكن أن يكونوا.
ابتكار يستند إلى عمليات الشركة
فضلاً عن التغييرات الخاصة بالأفراد، يجب على الشركات أيضاً أن تنظر في كيفية تحسين عملياتها المتعلقة بالابتكار. ويكمن العائق الرئيسي أمام الابتكار بالنسبة لموظفي المشاركين في الاستطلاع في قلة الوقت للابتكار، مما يؤكد أهمية قيام كبار القادة بوضع نماذج لتحديد أولوياتهم.
وذكر 35٪ من المشاركين في الاستطلاع أن قادتهم يركزون على إدارة الأعمال اليومية أكثر من تركيزهم على الابتكار. وبدون التزام حقيقي ملموس على مستوى القيادة، لا يمكن للأفراد الطموحين تحقيق إمكاناتهم الكاملة في الابتكار.
ويمكن أن يؤدي توفير هيكلية تتمحور بشكل أكبر حول الابتكار إلى نتائج أفضل. وفي حين أن الابتكار بطبيعته يمكن النظر إليه على أنه مسعى عضوي مخصص، إلا أن 79٪ من رواد ومتبني الابتكار يقولون إن ابتكاراتهم تستند إلى مشاريع خاصة ومخصصة.
ابتكار يستند إلى التكنولوجيا
وتشير نتائج الدراسة أيضاً إلى قوة التكنولوجيا وأهميتها لتمكين الابتكار، وعواقب التخلف عن الركب. حيث أن الغالبية العظمى (93٪) من المشاركين في استطلاع الرأي يبحثون بشكل حثيث عن تقنيات تساعدهم على تحقيق هدفهم في مجال الابتكار. وفي المقابل، يعتقد 56٪ أن التكنولوجيا الموجودة لديهم حالياً ليست متطورة بالقدر الكافي، ويخشون أن يتخلفوا عن منافسيهم.
وقال محمد طلعت، نائب رئيس شركة دِل تكنولوجيز لمنطقة السعودية ومصر وليبيا وبلاد الشام: "تحتاج الشركات إلى مزيج من المواهب والأفكار المبتكرة والأدوات التكنولوجية المتطورة للمحافظة على تميزها وتحقيق الازدهار في ظل الاقتصاد الرقمي الذي نعيشه اليوم".
وأضاف أن المملكة العربية السعودية تعمل راهناً على إطلاق إمكاناتها الحقيقية عبر مختلف الصناعات، فمن المفيد لعموم المنطقة التركيز على المفاهيم الصغيرة والعملية التي تدعم زيادة الإنتاجية والربحية وتحقيق الغرض المستهدف، من خلال أفكار مبتكرة وثورية.
وتابع: "يعد تبني هذا التغيير أمراً ضرورياً للغاية للدخول في حقبة جديدة من التقدم البشري".