يُعد "النفود الكبير" أحد أهم وأشهر معالم المملكة العربية السعودية، ويمتد لمسافة تزيد عن 350 كلم من جهة الشرق صوب الغرب، وحوالي 225 كلم من الشمال صوب الجنوب، وكان يعرف قديما برمال "عالج" لعظم وكبر رماله، حيث تمثل درعاً يصعب على من هم في الخارج الوصول إلى منطقة الجبليـن، وقد قيـل قـديمـاً "فبيني وبينك رمل عالج".
وتقع أجزاء واسعة من النفود في زمام محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، إذ يشغل مساحة تقدر بنحو (65,000 كلم 2) أي نحو (3.2) من مساحة المملكة العربية السعودية، ويشتهر النفود بجغرافيته المتنوعة ومناظره الخلابة، فمن رمال ذهبية إلى حمراء وأخرى بيضاء وصفراء.
ويظهر في "النفود الكبير" كافة أشكال الكثبان الرملية من كثبان طولية إلى هلالية وقبابية، وكذلك نجمية ضخمة إلى متحوله متموجة، وتمثل هذ الكثبان بكافة أشكالها بحار من الرمال المتلاطمة يصعب على القوافل والمسافرين تجاوزها، إلا أن التأقلم البيئي هيئ لقاطني النفود الكبير معرفة مسالكه ودروبه واعتادوا وتمرسوا على العيش والسير فيه.
تنوع الحياة البرية
وعلى مستوى الحياه البرية فيكتنف "النفود الكبير" أشكالا متنوعه من الحياة البرية كانت في قمة ازدهارها في العصور السابقة، فقد كان ملجأً للحيوانات المتنوعة مثل الأرانب والوضيحي وغيرها، وكانت تعيش في مراتع طبيعية وتقتات وترعى من شجر النصي والأرطى والغضا والأعشاب الربيعية المختلفة وقلما كانت تحتاج للمياه.
ووصف الرحالة الأوائل النفود بأنه أشبه ما يكون بحديقة غناء تعيش فيها مجموعات متنوعه من الكائنات البرية وتزدهر فيها أشجار وشجيرات غنية تنمو بشكل طبيعي خاصة في المواسم التي تشهد أمطارا غزيرة، وممن مر بالنفود الكبير من الرحالة الغربيين الرحالة، الفنلندي جورج أوجست، كأول رحالة غربي اجتازه، كذلك الرحالة الإنجليزية، الليدي ان بلنت، كأول مرأة غربية قطعته، وأعجبوا جميعهم بطبيعة النفود، ومنهم من وصفه بالرائع والمخيف، وكذلك أطلق بعضهم عليه حصن وسط الجزيرة العربية.