غالبًا لا تتم كتابة قواعد ترك العمل لدى الشركات في عقود العمل مع الموظفين، حيث يسري هذا الأمر في أمريكا وفي غيرها من دول، ويكاد يكون الأمر مطبقًا في معظم الكوكب، بصور تكون بلا شك متفاوتة ونسبية. وبرغم ذلك، فعلى الجانب العملي لحياة الموظف، لا يزال بعض الخبراء يؤكدون ضرورة البقاء في أي مكان عمل لمدة عام على الأقل حتى لا تتضرر سيرتك المهنية.
أصبحت هذه القاعدة متعارف عليها لكنها غير مكتوبة، ومفادها بأن الأمر يقتضي بقاء الموظف في وظيفة لمدة عام على الأقل قبل التبديل لوظيفة أخرى، وذلك كمعيارٍ غير معلن للنجاح في العالم المهني.
اعتقاد قديم
لكن سارة دودي، المدربة المهنية، تقول إن علامة السنة الواحدة تعسفية. وأضافت دودي لشبكة "سي إن بي سي"، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه: "يحتاج الناس إلى تجاوز هذه الأسطورة التي أعتقد أنها موجودة، وهي أنه إذا تركت وظيفة قبل عام واحد، فسيبدو ذلك سيئا في سيرتك الذاتية... إنه اعتقاد قديم".
المرونة.. المعيار الرئيسي
توافق نانسي وانج، المديرة العامة في شركة "أمازون ويب سيرفيس"، على كلام دودي بطريقة ما، حيث ترى أنه من المهم ألا تصبح فترات المكوث في مكان عمل لموظف أطول مما يجب، ذاكرة "ما أبحث عنه حقًا هو المرونة، هذا هو المعيار الرئيسي في الواقع".
وتعتقد كلتا الخبيرتين، أن التأثير الأكثر أهمية من مدة بقاء الموظف في الشركة، يكون في كيفية تنفيذ قفزة عمل ناجحة من هذا العمل.
قائمة معايير القيم المهنية
لدى معظم الناس إحساس بما يريدون في الوظيفة.. وتقول دودي أن وجود قائمة بمعايير الوظيفة يمكن أن يساعد الباحث عن عمل على "تحديد تلك العلامات الحمراء" التي تشير إلى أن دورًا معينًا قد لا يكون مناسبًا.
سرد القصة الصحيحة
تعد القدرة على سرد مسار حياتك المهنية أمرًا ضروريًا لأي باحث عن وظيفة للحصول على دور في الشركة، وبشكل خاص عندما تترك الوظيفة بسرعة.
وتقول وانج إنها عندما تجري مقابلات مع المرشحين، فإنها أقل اهتمامًا بمدة الوقت الذي يقضونه في الشركة من التأثير الذي أحدثوه أثناء وجودهم هناك، وإن التعبير عن هذا التأثير هو مهارة حيوية. وبصرف النظر عن الوقت، سواء لعام واحد أو عامين مقابل ثلاثة، فالأمر يتعلق أكثر بما هي القصة.
ما الحل؟
في الواقع، ترى دودي أن ترك الوظيفة قبل عام يمكن أن يلعب لصالح الفرد إذا تم القيام به بشكل صحيح، وتابعت: "أعتقد أنه سيجعلك تبدو في الواقع أكثر استراتيجية وصاحب خيارات مدروسة بدلاً من مجرد المكوث لمدة تسعة أشهر أخرى أو أكثر بعد أول ثلاثة أشهر عمل، بشرط أن تقدم المبررات الصحيحة وتبدو واثقاً من نفسك في مقابلة العمل الجديدة".